مكاييل القبس مع الإخوان.
ينظر الكثيرون للقبس على أنها صوت الليبرالية في الكويت، وقد يكون هذا صحيحا، ولكنها، وربما من المنطلق نفسه، سمحت للمنتمين لأكثر الحركات الدينية تشددا، والمعادين لليبرالية أساسا، بالكتابة في أبرز صفحاتها، وهي تعلم أنه لو أتيحت لهؤلاء فرصة "الحكم" لكانت القبس أول من سيتم البطش بها، فعداؤهم لكل ما تمثله معروف، وخاصة من أولئك الذين شابت سيرتهم الشكوك، ولديهم أفكار تعتبر بحكم المتطرفة في خطورتها على أمن الوطن، هذا غير سابق مواقف الخيانة التي بدرت منهم خلال فترتي الغزو والاحتلال، والتي لا تزال حية في الذاكرة.
ولكن القبس، وقبل ان تكون صحيفة ليبرالية، هي صوت أصحابها، والمعبرة عن آرائهم ومصالحهم، وهذا حق ليس لأحد منازعتهم فيه. وبالتالي من حقها السماح لمن تريد الكتابة فيها، ولا ننسى أنها هي التي رفضت قبل سنوات، وبمانشيت بارز "حل جمعية الإصلاح"، ولقي العنوان في حينه استحسان "حزب الإخوان" في الكويت"، واعتبروها صحيفة وطنية ومهنية وصاحبة مبدأ.
ولكن ما أن نشرت «القبس» نفسها تحليلاً قبل أسابيع عن مواقف الإخوان المسلمين من قضايا معينة حتى اعتبروها، ومنهم من كان نائبا في حينها، وفي تغريدة شهيرة "صحيفة صفراء" وأنها هوت وسقطت ولم تعد قبساً ولا جريدة لكل الكويتيين! وبعدها بأيام يعود نفس صاحب التغريدة والوصف القبيح، ودون خجل أو حياء، ليكتب مقالا أسبوعيا في الصحيفة التي وصفها ب"الصفراء". وبرر أحدهم قرار "زميله" الكتابة في القبس بأنه جاء بطلب "منها"، وليس من الكاتب نفسه! وهذا عذر أقبح من ذنب، ودليل على أن وجوه هؤلاء مغسولة بسوائل معينة!
حقيقة لا ألوم القبس على سماحها لهؤلاء بالكتابة فيها. فقد ضربت عصفورين بحجر. فهي من جهة كسبت لصفها، ولو مؤقتا، دعم حزب سياسي كبير، مع كل ماله من نفوذ وقوه مالية لجانبها. كما أنها كشفت في الوقت نفسه عورة الإخوان وزيف مبادئهم وخواء فكرهم وكيف أن دينهم لا يبتعد كثيرا عن دينارهم.
***
وفي هذا الصدد كتب المحامي والزميل "بسام العسعوسي"، الذي كان وراء محاولة حل جمعية الإخوان المسلمين في الكويت، وما تبعه من اعتراض القبس ومانشيتها الشهير، مقالا ذكر فيه أنه بحث كثيرا عن تفسيرً لمواقف الإخوان المتناقضة، ومن القبس بالذات، ولكنه فشل في ذلك. كما تبين له أن لا حل في العالم للإخوان المسلمين، فهم خير من أجاد النط واللعب على الحبال والقفز على المواقف. وأنه كان يتوقع من "النائب السابق" الذي سبق أن وصف القبس بالصحيفة الصفراء أن يعتذر لها في أول مقال يكتبه فيها، خاصة وان لا شيء تغير في الفترة من تغريدته المسيئة لها وحتى تاريخ كتابته فيها.
وتساءل الزميل عن رأيهم الآن في القبس؟
وأين ذهبت المبادئ والثبات على المواقف، ومقولة: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؟
كما لفت الزميل العسعوسي النظر لحقيقة ان بقية كتاب الإخوان في القبس سبقوا النائب السابق في التهجم عليها، ثم الركض، أو القبول (لا فرق)، في الكتابة فيها، دون اعتذار لمجلس إدارتها ورئيس تحريرها وقرائها، فجميعهم لم يسلموا من اتهاماتهم.
أحمد الصراف