أحلام أبرار

أرسلت القارئة «أبرار» رسالة أشعرتني قراءتها بحزن، حيث قالت فيها: يا أستاذي، أرسل لك رسالة سبق وأن بعثت ما يماثلها لأبي، ولا تسألني لماذا اشاركك فيها، فلا جواب لدي، وربما لأنك أبي الفكري، ولكني أرسلها مع شعور ورغبة قوية في أن يساهم إرسالها في تغيير واقعنا وحالنا، وأن يذهب إلى الأبد إحساسنا باليأس والخوف والفشل! أتمنى أن تقرأ رسالتي لعلك تستطيع فعل شيء، وأن تكتب وتبين ما نحس به نحن الشباب، فقد عجزنا وأصبحنا نشعر، وكأننا غرباء في وطن ليس لنا غيره.
كتبت لأبي قائلة: يا أبي، يا موطن أحلامي وآمالي، لا اعرف لماذا اكتب لك ما أريده في عيد ميلادي، بعد أن حققت لي كل طلباتي، ولكنك كنت دائما السيد الحامي، انت أبي الغالي! أريد يا أبي الكويت وطنا تعيش وتكبر فيه كل أحلامي وأحلام صغيرتي وقادم احفادي، وطنا لا اشعر فيه بالخوف من أفكاري وعلى أفكاري. وطنا تكبر فيه أماني وتتحقق فيه آمالي، وتعيش فيه ليلى ابنتي اسعد أيامها وأيامي، وطنا لا أحس فيه أنني صفوية مجوسية إيرانية أو شيء ثان، وطنا لا أخاف فيه من أصحابي ولا خلاني، وأن أحبهم واستمر في حبهم من كل أعماقي. لا أريد يا أبي أن أعيش في زمن بني عثمان ولا خصومهم من عباس ومن قبلهم من أمية سفيان، ولا فاطمي أو سلجوقي أو وهابي أو إخواني! أريد أن أعيش زمني وأسمع ألحاني واحب غيري واحترم جيراني وأساعدهم، لأي دين او ملة أو مذهب انتموا واية لغة تكلموا فهم اهلي واحبتي، وليسوا بكفرة او زنادقة أو اي أمر أول أو ثان، أساعدهم لله في الله، لا أبغي أجرا ولا إحسانا، وأن أكون أفضل سفيرة  لوطني وإسلامي، ولأعيش حياتي متسامحة ومنسجمة مع ذاتي ووجداني، ومحبة للآخر بكل مروءة ومن دون إيثار ولا أحزان.
أبي العزيز أريد وطنا جميلا في عيدي هذا، وطنا يتسع لي ولغيري، فأنا لا انتمي لما يقولون ويدعون، أنا انتمي إلى تراب هذا الوطن، ففيه خلقت وبه عشت وعليه اموت، الكويت وطننا الأول والأخير مهما قال وادعى وطالب الحاقدون، هذا الوطن الذي رفضت تركه في محنة غزوه، ليأتي اليوم أولئك الذين تركوه جريحا، ليتكالبوا عليك كتكالبهم على امهاتهم! هذا موطننا وهذه ارضنا وسنموت دونها، ولن نتركها لهم ليعيثوا فيها فسادا كما يشتهون، فلا وجود لك ولنا ولهم من غيرها. فاكتب لهم يا استاذي، اكتب لمشايخنا وشيوخنا ولمن انتخبنا، ولعقلائنا، اكتب لهم لا ليقفوا معنا بل مع الحق، مع الوطن، مع الكويت الحبيبة التي يبدو انهم سيضيعوها بحقدهم وصلفهم وجهلهم، وهم الذين لم يشموا ويعرفوا إلا بالأمس عبق رائحة ترابها الذي يسكن في قلب كل مواطن مخلص ومحب.
(ابنتك أبرار)

الارشيف

Back to Top