معجزاتنا الكبرى
مع كل يوم يمر وكل تصريح يصدر عن أعضاء مجلس الأمة الجدد، أشعر بأن الأمور بخير، وأن ليس أمام هؤلاء غير إلهاء أنفسهم بتوافه الأمور وقشور القضايا ومضايقة الناس والتسلي بالحجر على حرياتهم، وعاجلا أم آجلا سينكثون بكل وعودهم، فليس هناك شيء دائم، والحرية ستنتصر، والإخاء سيسود، والعدالة ستجد طريقها في النهاية، لامحالة، وبالتالي لا شيء يدعونا، نحن الأقلية الواعية، للقلق من اختيارات الأغلبية النائمة، فيوم صحوهم قريب، فهؤلاء ليسوا غير «ظاهرة صوتية»، فإخوان مصر ومن نسخ عنهم وتبعهم الذين اليوم هم القوة الأكبر على الساحة، لم يستطيعوا طوال 83 عاما من فعل شيء يمكن النظر اليه بفخر، فهم، وعبر سلسلة مرشديهم لم يضعوا يوما أي برامج صحية أو تعليمية أو توعوية يمكن الاستشهاد أو الإشادة بها، ولم يقوموا بفعل خير ما لم ينته لمصلحتهم وقنوات مصالحهم، واثناء انشغالهم بتحقيق طموحهم للوصول إلى الحكم نسوا أو تناسوا فعل شيء، والآن وقد وصلوا فإن الصراع على الشهرة والسطوة والسلطة سيقضي على كبار كبارهم أولا، وسيتولى الطمع المادي والفساد السياسي أمر القضاء على قواعدهم، فالسلطة مخربة، وقلة فقط استطاعت عبر التاريخ مقاومة مغرياتها المدمرة، وسنرى قريبا كيف سيتقاسمون المناصب بينهم ويوزعونها على ذويهم، ولن يكون هناك مكان للرجل الصالح في المكان الصالح، إن لم يكن منهم ومن اذنابهم، وما أكثر هؤلاء. وإن فشلوا، وهذا برأيي أمر لا مناص منه، فسيضعون اللوم، كسابقيهم على الصهيونية والاستعمار، ولن يلام بالطبع «الاستحمار»! وفي هذا الصدد صرح محمد حسان الداعية السلفي الأشهر في مصر، والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية، بأن مصر ليست بحاجة لمبالغ المعونة الأميركية، وأن بإمكانه طلب التبرعات وجمع مليار و300 مليون دولار خلال فترة بسيطة، يعوض بها استجداء مصر لأميركا! ومادام الأمر بهذه السهولة، فمن الذي منع الداعية الفاضل صاحب أكبر وأغرب لحية في مصر، من الإقدام على هذا الأمر الطيب والخير، أليس من الأفضل جمع المبلغ أولا، وقطع المعونة تاليا، أم نقطع المعونة لنكتشف بعدها ان الحاج حسان لم يستطع جمع غير مليون جنيه مصري، وكلامه لم يكن سوى لغو في لغو؟
ملاحظة: صرح السيد زغلول النجار، خريج الجيولوجيا، والغارق الأكبر بقضايا الإعجاز، والشروح والتفاسير، بأن «الربيع العربي» هو من علامات الساعة، وأن اليهود يستعدون للمعركة الفاصلة مع المسلمين!
ولو علمنا بأن عدد اليهود في إسرائيل يبلغ 5 ملايين، وعدد المسلمين مليار و300 مليون على الأقل، يتوزعون على 50 بلدا، لعلمنا مدى خطل مثل هذا الكلام من شخص يبيع آلاف الكتب سنويا في علوم لا يفقه بها احد غيره!