500 كلمة قبل الانهيار القادم

بيّنت انتخابات جامعة الكويت وكليات التطبيقي مدى انهيار وضع التعليم، وبالتالي الأخلاق لدينا، وقرب وصول التآكل لباقي مؤسسات الدولة، مع بدء تدفق هؤلاء الخريجين على سوق العمل، وانخراطهم في العمل السياسي، وانغماسهم في الانتخابات الفرعية، وتأثير ذلك على مجمل قراراتهم المستقبلية، التي ستؤثر فينا جميعاً.
***
ما حصل في هذه الانتخابات دليل متكرر على استمرار تردي الوضع، بسبب «وهم الديموقراطية» التي لا نستحقها، بصرف النظر عمن يدفع بهذا الاتجاه، أو المستفيد من الكفر بها، فترك الحال على ما هو عليه سينتهي بنا لحالة اللادولة عاجلاً!
***
تميل أغلبية أنظمة الحكم في العالم الثالث إلى منع تضامن مكونات أي مجتمع ضدها، وبالتالي تقوم، بدرجة أو بأخرى، بتسهيل اختلافها، لتنشغل به عن مواجهتها!

بالرغم من عدم مشروعية هذا الأمر لدى البعض، فإنها الطريقة الوحيدة تقريباً لاستمرار الحكومات، ولكن لهذا الأمر تبعاته الخطرة على من يروج له بنفس قدر فائدته.

كما يصعب عدم ملاحظة أصابع الإخوان وآثار مخالبهم في الأمر. فمنذ ستينيات القرن الماضي وهم يؤلفون القائمة الائتلافية تلو الأخرى، أمام سمع الحكومة وبصرها، وبدعمها وحضورها، وعلى أعلى المستويات، لمؤتمراتهم، وكان هدف هذا الدعم في البداية ضرب منافساتها من قوى اليسار والطائفية، فذهبت مع الوقت رياح الأخيرة وبقي حديد الإخوان والقبائل.
***
تقول أستاذة جامعية إنها كانت في مكتبها في أحد الأقسام عندما دخل عليها عدد من الرجال يحملون قائمة بأسماء أساتذة محددين من فئة معينة.

عرضوا عليها التصويت لـ«دكتور» معين، وأنهم على استعداد لخدمتها، ولو كانت «العلاج في الخارج»!!

تتساءل الأستاذة كيف ومن سمح لهؤلاء الأغراب بدخول الحرم الجامعي والدعاية لمرشحهم؟ فهذا يدل على أن وضع المدرسين الجامعيين لا يقل سوءاً عن وضع طلبتهم؟
***
يتساءل «السفير جمال النصافي» في تغريدة موجهة إلى أبناء القبائل وغيرهم الذين شاركوا في الانتخابات الطلابية، التي سادتها العنصرية:

- قولوا لي، هل القبيلة هي التي احتضنتنا ووفرت لنا الأمان، أم الكويت؟

- هل القبيلة هي التي درستنا، أم الكويت؟

- هل القبيلة هي التي عالجتنا، وساعدتنا في بناء البيوت والقصور والمجمعات، أم الكويت؟

- ما الذي تفعلونه بأنفسكم وبلدكم، ومن أجل من، وما هو التاريخ الذي تفتخرون به، غير تاريخ الكويت؟

- لماذا نتستر خلف ستار العنصرية، ولماذا نصرّ على النظر للمستقبل البائس، ونتجاهل المستقبل الواعد؟

- لماذا ندعم الفاسد والراشي فقط لأنه ابن القبيلة، ونقصي الشريف والكفء؟
***
أقول للسفير النصافي إنني لو كنت من أبناء القبائل، وفي سنهم، لما ترددت في مشاركتهم نفس مواقفهم، وردي سيكون واحداً! فقد تبين لهؤلاء ولذويهم أن القبيلة هي «العزوة والسند»، وانتماءهم لها هو الذي ينجحهم ويضمن لهم الوظيفة، ويرقيهم، ويسقطهم في النهاية بالبراشوتات على أعلى المناصب، ويجعل منهم مشرعين ووزراء، بعد أن أغلقت الحكومة أبوابها في وجوههم منذ عقود، وألغت قواعد التعيين حسب الكفاءة، وطالبتهم باللجوء لنوابهم وشيوخهم وأمرائهم ليتوسطوا لهم لديها!

فهل يلام هؤلاء على مواقفهم القبلية والطائفية؟

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top