في صرف المال والصداقة والعطاء
المال هو المحرك الأساسي للبشر في كل تصرفاتهم تقريبا!
فهو المقرب والمخرب والباني والهادم، والمعز والمذل، والمادة الأعز للفرد، ومصدر قوته وضعفه، والمال موحد الأسر ومفرقها!
***
يقول المثل الإنكليزي:
the money you have is the money you spend
أي أن المال الذي تملكه هو في الحقيقة المال الذي تقوم بصرفه!
أما المال الذي في البنك فهو ملك البنك، إلى أن نقوم بسحبه وصرفه، فيصبح ملكنا!
لا يعني هذا الكلام أن نقوم بصرف كل ما نملك لكي يصبح المال مالنا، بل أن نفهم أن تخزين المال تحسباً ليوم «كالح السواد» قد لا يكون دائما بالأمر الحكيم، فقد يمر العمر كله، ونبلغ الشيخوخة، ويأتي الموت قبل اليوم الكالح السواد، ونندم، ونحن على فراش الموت، لتأخرنا في الاستمتاع بما كنا نملك!
وخير دليل على ذلك أن الغالبية غادرت دنيانا، وارصدتها البنكية لم تمس منذ عقود!
***
يقول الروحانيون في المال، أو أي أصل إنه طاقة، والطاقة تتدفق ولها دورة، وإذا لم يكتمل استخدام هذا الكنز، بدورته الكاملة، فستتوقف منفعته بتوقف تدفقه، وبالتالي تتوقف الطاقة، ويصبح المال راكدًا... ثم يتحول إلى غبار، أو جماد!!
***
ويقول خبير مالي ونفسي إن غالبية البشر يعتقدون بأن للمال وظيفة واحدة، فهو وسيلة شراء ما نحتاج له من خدمات ومواد.
ولكن الحقيقة أن للمال وظائف ثلاثاً أخرى.
فالأذكياء يعلمون أن للمال وظيفة أخرى، أنه لشراء ما نحتاجه، ولادخار جزأه الآخر!
أما الأذكياء جدا فإنهم يعتقدون بأن للمال ثلاث وظائف، أن ننفقه، وأن ندخره، وثالثا أن نستثمره، فالمال يفقد قيمته مع الوقت، ولهذا خلق الإنسان «معادلة الفائدة على رأس المال»! فألف دينار ما قبل عشر سنوات ليست ألف دينار اليوم! وبالتالي إن لم نستثمر المال بطريقة صحيحة فستضمحل قيمته مع الوقت، ويصبح لا شيء تقريباً مع الوقت.
أما الحكماء فإنهم يرون أن للمال وظائف أربعاً:
أن نستخدمه في شراء المواد والخدمات.
أن نقوم بادخار جزء منه، للطوارئ.
أن نستثمر جزءاً مما قمنا بادخاره لمواجهة تناقص قيمته مع الوقت.
ورابعاً أن نتبرع بجزء منه، ونسعد بتخفيف معاناة الغير، من محتاجين ومرضى ومعدمين!
***
وهكذا نجد أن اللذة والسعادة في العطاء، عند كرماء الخلق والمال، تعادلان اللذة والسعادة عند تلقي المال أو الثروة، لا بل تفوقها أحيانا.
ومن هذا المنطلق تدعو «جمعية الصداقة الإنسانية» كرماء النفس والمال للتبرع لها بما تجود به أنفسهم دعما لمشاريعها الإنسانية المميزة، وخاصة في مجالي التعليم والعلاج.
وترحب الجمعية بجميع من يرغب في زيارة مكاتبها والاطلاع على مشاريعها وحساباتها والطرق المتبعة في صرف التبرعات التي تتلقاها، والتي لا يستقطع مجلس إدارة الجمعية، من القائمين عليها، شيئاً لأنفسهم، والعكس هو الأقرب للصحة!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw