قمة النجاح البشري
لو قمنا برسم خط يبدأ من سطر ويرتفع بشكل منحنٍ ثم يستوي قليلا قبل أن يعود وينحدر للجانب الآخر مشكلا ما يشبه القبة، لوجدنا أنه يمثل مختلف محطات النجاح في حياة الإنسان، والرجل بالذات، من سنواته الأولى حتى وصوله إلى «أرذل» العمر. ففي سن الثانية يحقق الطفل قمة النجاح بقدرته على السير بضع خطوات من دون مساعدة، ويرى تأثير ذلك على وجهي والديه، وهما يشجعانه على الاستمرار في السير. ثم يرتفع سقف النجاح قليلا لتصبح قدرته على التحكم في نفسه وعدم التبول في ملابسه الداخلية انجازا يستحق الكثير من «التصفيق والصفير». وفي سن الثانية عشرة يتمثل النجاح في القدرة على خلق الاصدقاء والاحتفاظ بهم. أما في سني المراهقة فالنجاح يتمثل مثلا في تعلم قيادة السيارة، وبهذا سينتقل التحدي وتحقيق النجاح لمرحلة جديدة، ربما اكثر صعوبة، وتتمثل في القدرة على التواصل مع الجنس الآخر، وربما بعدها في القدرة على ملاطفته وربما ممارسة «الحب» معه. وبعدها تتغير اللعبة قليلا من نجاح دراسي والحصول على وظيفة إلى ما هو أكثر صعوبة، عند بلوغ الــ35، وذلك بالنجاح في تحقيق الثراء وليستمر هدف هذه المرحلة حتى الخمسين وما بعدها قليلا، والتي تتمثل في الوصول لقمة القبة أو الهرم ليبدأ بعدها النزول، أو الانحدار، المعنوي غالبا، وليصبح مقياس النجاح متمثلا في الستين من العمر في القدرة على الاستمرار في ممارسة «الحب»! وفي سن الــ70 يتمثل النجاح في الاستمرار في الاحتفاظ بإجازة قيادة السيارة، وتجنب مصادرة الشرطة لها، بسبب ضعف النظر أو السمع أو كليهما! وفي عمر الــ75 يصبح مقياس النجاح عدد ما تبقى من أصدقاء، بعد أن اصبح غير قادر على السهر أو السمع بسهولة، أو الرغبة في الخروج من البيت. وفي سن الثمانين يصبح النجاح، كما كان في سن الرابعة، يتمثل في القدرة على قضاء الحاجة في الحمام وليس في الملابس! ثم يصل الرجل للتسعين عمرا وهنا تصبح القدرة على المشي قمة ما يصبو اليه من نجاح، كما كانت المقياس في عمر السنتين. نقول ذلك ليس للتسلية فقط، بل لتذكير انفسنا بما ينتظرنا في المستقبل القريب، متمنين للجميع الصحة وعمرا طويلا، فليس هناك ما هو أسوأ من عمر طويل وأمراض عدة.
(من الإنترنت، بتصرف كبير).
***
ملاحظة: نبارك لجميع الأخوة المسيحيين ومحبي السلام بعيدي الميلاد المجيد (الكريسماس ورأس السنة)، ونتمنى أن تكون السنة المقبلة أكثر بهجة وجمالا.