«الصحة» والسرطان والشيطان الأخرس

أكد عضو جهاز المناقصات م. مبارك البنوان أن قانون المناقصات يسير في الاتجاه المعاكس لخطط الدولة فيما يتعلق بالتوطين، وأن ترسية المناقصات ما زالت تتم بشكل نمطي تقليدي متعلق بسعر العرض الفني والمالي فقط. جاء ذلك ضمن أول مقابلة مسهبة لمسؤول في جهاز المناقصات المثقل بكل هموم الدولة، ضمن أمور كثيرة هامة أخرى. وكان غريبا ما ذكره عن مطالبة الجهاز من مجلس الوزراء إجراء بعض التعديلات على قانونه وجعل صلاحية الكفالة البنكية، أو التأمين الأولي 180 يوما بدلا من 90 يوما الحالية، لأن الدورة المستندية بطيئة! فعلى الرغم من منطقية الطلب، ظاهريا، إلا أن الجهاز مطالب بالقيام بشيء لتقليل مدة التسعين يوما إلى أقل من ذلك وليس إطالتها، وذلك تماشيا مع المنطق، فكل تأخير سيدفع ثمنه المال العام والمواطن في نهاية الأمر!
***
من المشاكل التي يعاني منها جهاز المناقصات، ومن واقع خبرتي، أنه يعامل مناقصة استيراد كراسي كما يعامل مناقصة استيراد أدوية نادرة، وغالبا بالمسطرة نفسها، وتسبب ذلك في معاناة الكثيرين وخسائر بمئات الملايين وهدر للأدوية وضياع حقوق المورد والدولة، وخاصة في السنتين الأخيرتين، حيث توقفت مصانع الأدوية عن الإنتاج المكثف خلال الكورونا، واتجهت لصنع الأمصال. كما ساهمت الحرب الروسية الأوكرانية في تفاقم الوضع، كما أن سوء الدورة المستندية أضاف آلاماً أخرى للوضع. ونتج عن ذلك لجوء «الصحة» لشراء أدوية أمراض السرطان مثلا من جودة منخفضة، لتنتهي صلاحياتها في المخازن أو ترسل لدول أخرى كمساعدات، أو تقوم الوزارة باللجوء لطرق شراء الأدوية الجيدة بطرق «الشراء المباشر» عن مكاتب الخارجية وغيرها ودفع مبالغ عالية جدا ثمنا لها.
***
يتزايد عدد مرضى السرطان سنويا، وفي العام الماضي سجلت 2200 حالة جديدة بحاجة لأدوية جديدة ومكلفة جدا. كما قامت الوزارة بتقديم علاج لأكثر من 29 ألف حالة سرطان، أكثر من نصفها لغير المواطنين، وذلك خلال الـ12 سنة الماضية، وأرقام الحالات في تصاعد. علما بأن هناك أدوية جيدة وجديدة ولكن غير مسجلة في الوزارة لأسباب إدارية روتينية، وهذه مشكلة تتطلب الحل السريع. كما أن وزارة الصحة، من خلال مسؤولياتها، تقوم بمراقبة الأسعار وتحديد سعر بيعها، وفي بعض الأحيان يكون السعر غير مناسب للمورد، فتقوم الشركة المصنعة إما بسحب الصنف أو تأخير تسجيله وتوريده للبلد، وهذا يفاقم من الوضع الصحي شبه المأساوي، للكثير من المرضى.

الحل لكل هذه المشاكل يمكن التوصل له بلقاء يجمع بين رئيس جهاز المناقصات ووزير الصحة، الذي لم نر من بكفاءته منذ سنوات طويلة!

ملاحظة:

كتب الزميل الدويلة بالأمس متهما البعض بإعلانهم مراراً تأييدهم لظاهرة المثليين، وأن هؤلاء دعوا أيضا للسماح بالمعاشرة الجنسية دون عقد زواج!

وحيث إن الكاتب من الإخوان «الشرفاء»، ومن الأوصياء على الأخلاق فمن واجبه نشر أسماء من يتهمهم بالمخالفة الصريحة لقوانين الدولة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وكاذب!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top