الطب.. الحامض حلو!

يوماً عن يوم يثبت وزير الصحة د. خالد السعيد مقدرته التنظيمية والإدارية العالية، وكان آخر قراراته تنظيم الرقابة على الصيدليات، التي أصبح عددها ظاهرة لا تجدها في أية دولة في العالم، ففي شارع واحد، لا يزيد طوله على 800 متر، نجد ثلاث أو أربع صيدليات، اثنتين منها للجهة نفسها! كما أنه من المثير ملاحظة العدد الكبير منها في منطقة صباح السالم الاستثمارية.
ومن الغريب ملاحظة ندرة المواطنين الصيادلة في هذا النشاط، على الرغم من مئات الخريجين المتخصصين منهم، فأين ذهبوا؟
***
بعد مخاض استمر لأكثر من أربع سنوات، تقرّر تسليم مستشفى الجهراء، الأحدث في الكويت، لشركة كورية لكي تقوم بإدارته من خلال هيئة أو لجنة مكونة من سبعة أعضاء، ثلاثة من الجانب الكويتي، وثلاثة من الجانب الكوري، وسابع يمثل الديوان الأميري، الذي صرف على إنشاء المشروع!

لا أعلم مدى صحة الخبر، فهو حامض حلو، أو جيد وسلبي، في الوقت نفسه!

فجيد أن تقدم الدولة، بعد تأخر وتردد استمر لنصف قرن، على مثل هذه الخطوة الحضارية، التي طال انتظارها، والتي سبقتنا كل الدول الخليجية إليها، لفائدتها على الجسم الطبي، نتيجة التلاقح العلمي... ولكن!

من واقع تجربة الاستعانة بأطقم طبية كوبية، أثناء محنة «كورونا»، تبين أن الفريق الطبي الأجنبي، الذي لا يتقن اللغة الإنكليزية بطلاقة، يشكل عبئاً على الطاقم الطبي المحلي، بسبب مشكلة التواصل معهم أو مع المرضى، فإتقان لغة البلاد أو الإنكليزية على الأقل أمر في غاية الأهمية، ولهذا السبب اضطرت وزارة الصحة حينها إلى إنهاء التعاقد مع الفريق الكوبي وإعادتهم إلى بلادهم.. مشكورين!

ولو نظرنا إلى تجربة الاستعانة بغير العرب لأداء مختلف المهام، لتبيّن أن أفضل الجنسيات هي التي يتقن أصحابها، بدرجة أو بأخرى، اللغة الإنكليزية، لغة التواصل العالمية، وعلى رأس هؤلاء الفلبينيون والهنود!

وربما سنمر بالتجربة «المؤلمة» ذاتها مع الفريق الكوري، بسبب عائق اللغة، فلم يعرف عن الطب في كوريا استخدامه الإنكليزية في التدريس، كما أن الأطباء الكوريين، الذين حضروا إلى الكويت لأداء مهام طبية معينة، طالما تذمروا من مشكلة التعامل معهم، وكنت أحد هؤلاء!
***
نتمنى على وزير الصحة الطبيب المميز خالد السعيد، وهو من الأطباء القلة في الكويت، الذين يحملون «البورد الأميركي»، السعي إلى الاستعانة بالأفضل، والأفضل يعني المستشفيات الأميركية العالمية المعروفة التي لديها كل ما نحتاجه، وسيوفر وجودها الخبرة لأطبائنا، والعلاج الجيد، كما سيوفر على المال العام صرف مئات ملايين الدنانير على العلاج بالخارج.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top