فضائل صدام.. ومزايا الإخوان
ساهمت عوامل كثيرة في تحرير وطننا من ظلم صدام، الذي استمر لسبعة أشهر عجاف، وربما كان أهمها غباء الدكتاتور وصلفه، فلو كانت لديه ذرة ذكاء، لكان لا يزال يبتز المليارات منا حتى اليوم، ولكنا ندور في فلك العراق، سياسيا وعسكريا.
الأمر الآخر الذي أنقذنا ودول كثير من حكم الإخوان هو تواضع فهمهم، لكي لا نقول غباءهم. فتنظيمهم امتلك «الحجة الدينية» للسيطرة على عقول قطاعات كبيرة من أمم عربية عدة، جاهلة غالبا، ولحسن الحظ، لم يمتلكوا ما يكفي من الحجة والمنطق اللازمين لإدارة الدولة، وبالتالي فشلوا في الإمساك بزمام الأمور دائما، على الرغم من خبرتهم العسكرية والسياسية التي تجاوزت التسعين عاما في العمل التآمري، والسبب سذاجتهم، وانغماس قادتهم في تحقيق الثراء الشخصي، وهذا ما كشفه عضو الإخوان، والنائب والوزير السابق «أحمد المليفي»، في حديث لقناة تلفزيونية. ومن الأسباب أيضا إصرار «مكتب الحزب» على الدفع بأقل الشخصيات كفاءة لتمثيله والتحدث باسمه، والتردد تاليا في إقالتهم، متى ما فاحت رائحة فضائحهم!
***
في مداخلة لنائب يمثل الأخوان ، في جلسة 25 أكتوبر الماضي، تقدم بطرح غريب حيث طالب بتشجيع التحاق الموظفين الكويتيين بالقطاع الخاص، بغض النظر عن التزامهم بالدوام، وأطلق على فكرته «التفكير خارج الصندوق»! وشرحها بطريقة سطحية حيث ذكر أن عدد موظفي الحكومة الكويتيين يبلغ 449 ألف موظف، ومتوسط راتب كل منهم يبلغ 1500دينار، وبند الرواتب يستهلك تقريبا %80 من موازنة الدولة. أما متوسط مبلغ الدعم الذي تقدمه الحكومة للكويتي الذي يعمل في القطاع الخاص فيبلغ 750 دينارا، وبالتالي، حسب تفكير «نائب خارج الصندوق»، ستوفر الدولة المليارات إن هي نجحت في تشجيع موظفي الحكومة للالتحاق بالقطاع الخاص، حتى لو لم يقم هؤلاء بأداء أي عمل، متناسيا أنهم يستحقون رواتب شهرية من الجهات التي سيداومون فيها، وهذه لا تصرف من دولة خارجية بل من شركات وطنية، ودفعها، دون مقابل، يعني تحميل سعر الخدمات والسلع التي تقدمها هذه الشركات بما تدفعه من رواتب، فأين «التفكير خارج الصندوق» في مثل الاقتراح الركيك، الذي سيحول الشعب الكويتي لطبقة من «الموظفين على الورق»، والذين لا عمل لهم غير الدوام في مقاهي المولات، أما بناء الوطن فيترك للأجيال القادمة؟!
كما طالب النائب الفذ، الذي يمثل حزب الإخوان المسلمين في مجلس الأمة، طالب بزيادة مكافآت ربات البيوت، لتشجيعهن على الاستقالة من العمل الحكومي والتفرغ لتربية الأبناء وربما التصويت لهم في الانتخابات التالية!
أترك التعليق لكم.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw