جامعات المطر والدويلة الثماني
يمكن لخريجي الجامعات الأجنبية، من الدول غير الناطقة بالإنكليزية، والمعترف بشهاداتها، العمل في مختلف الوظائف حتى مع عدم إلمامهم بالإنكليزية، فهي غير ضرورية في غالبية التخصصات.
وحده التخصص الطبي في الكويت من يمارسه بحاجة إلى الإلمام العالي باللغة الإنكليزية، فهي لغة المهنة الرئيسية، والتي يكتب بها الطبيب التقارير والوصفات الطبية، وهي لغة المحاضرات، ولغة التفاهم مع بقية الأطباء غير العرب. كما يصعب على أي طبيب ملاحقة الجديد في الطب بغير معرفة بالإنكليزية. علماً بأن هنالك أطباء في وزارة الصحة، ممن لا يتكلمون الإنكليزية، لكنهم لا يمارسون الطب، بل يكتفون بأداء الأعمال الإدارية، وتم تعيينهم، غالباً، بطريقة ما، في وظائف، بعضها «عليا»!
***
في مبادرة إخوانية، قام النائب السابق مبارك الدويلة بالتغريد مشيداً بما قام به النائب الحالي حمد المطر من سعي مشكور، ونجاحه في إقناع وزارة التعليم العالي «التركية» بالموافقة على اعترافنا بشهادات ثماني جامعات تركية (!!!).
لا نلوم السيد الدويلة على تغريدته، فربما دفعه حماسه للإشادة بزميله في الحزب، متأثراً بما صدر عن النائب المطر من أنه سعى لدى وزارة التعليم العالي التركية، وسفيرة تركيا السابقة في الكويت، لأن تقبل تركيا زيادة اعترافنا بجامعاتها!
***
من المنطقي أن تقوم جهات الاختصاص في وزارة التعليم العالي بالبحث عن الجامعات المميزة، وإضافة بعض أو كل تخصصاتها لقائمة الجامعات المعترف بها، بعد دراسات مستفيضة، ومن ثم ابتعاث الطلبة للدراسة فيها.
غير المنطقي، ولا العملي، أن يقوم نائب كويتي مثلاً بالاتصال بوزارة التعليم العالي في دولة ما والسعي لديها لأن تقبل تلك الدولة إضافة أسماء كل أو بعض جامعاتها لقائمة الجامعات التي نعترف بها في الكويت!
وبالتالي، فإن ما ادعاه النائب المطر بسعيه لدى وزارة التعليم العالي التركية لقبول ثماني جامعات تركية لدينا لا علاقة له بالصحة، ولا حتى بالأوقاف!
كما أن عدد الجامعات التركية التي تعترف «التعليم العالي» بشهاداتها أصلاً، ومنذ سنوات، هي 6 فقط، وليس بينها تخصص الطب، وهذا يدحض كامل ادعاءات النائب المطر!
كما قامت وزارة التعليم العالي في الكويت أخيراً فقط بإبداء النية للاعتراف بجامعتين تركيتين لابتعاث الطلبة إليهما لدراسة الطب.
وحيث إن الدراسة فيهما، وفي جميع الجامعات التركية الأخرى، تتم بالتركية فقط، فقد اشترطت «التعليم العالي» موافقة الجامعتين على أن يكون التدريس باللغة الإنكليزية، لكي يمكن بعدها اعتماد شهادات التخرج في الطب منهما. كما ستقوم الوزارة غالباً بإرسال فريق متخصص لزيارة الجامعتين، والاطلاع على برامجهما ومقرراتهما، قبل اعتمادهما بصورة نهائية، فهكذا تتم الأمور، وليس بقيام نائب بالاتصال بوزارة في دولة والطلب منها أن تقبل اعتمادنا لجامعاتها!
***
إن أثبت النائب حمد المطر خطأ ما ذكر أعلاه، فإننا مدينون له باعتذار حار جداً!
وإن عجز عن ذلك، فهو مدين لنا، ولناخبيه، ولزميله السيد الدويلة، ولطلبة الطب، باعتذار، حتى لو كان بارداً جداً!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw