الكويتي في مدرسة أولاد زيد
ذهب مواطن كويتي إلى تونس، كما كان يفعل لسنوات، واختفت أخباره عن أهله، فقاموا بالاتصال بالنواب للتدخل، وربما كان أحدهم النائب حمد المطر، الذي غرّد فاضحاً اعتقال المواطن، فتسبب في إحراج أهله، وكيف أن لديه معلومات بأنه معتقل لدى سلطات الأمن في تونس، وطالب وزير الخارجية بالتدخل للإفراج عنه، ثم غرّد بعدها بقليل قائلاً إن وزير الخارجية اتصل به، ووعده بالطلب من سفارتنا في تونس التدخل ومعرفة مصير المواطن.
تغريدات النائب كانت سخيفة، ولم يكن لها داعٍ أبداً، فلديه، بحكم منصبه، رقم هاتف الوزير، وكان بإمكانه الاتصال به وطلب مساعدته، لكنه اختار طريق الشهرة لنفسه، وربما التشهير بغيره.
***
تبيّن تالياً، ومن واقع تغريدات النائب المطر، وتغريدات النائب السابق وليد الطبطبائي، وتقرير إخباري لقناة الجزيرة، أن مدرسة تحفيظ قرآن تم تأسيسها عام 2016 في ولاية «قفصة» التونسية باسم «أولاد زيد» وبأموال كويتية، وبها 120 طالباً وطالبة، وأن المواطن المخطوف اعتاد السفر إلى تونس للمشاركة في دورات التحفيظ فيها (!!)، وأن سلطات الأمن التونسية، كما ورد على لسان المحامية التونسية حنان الخميري، اقتحمت المدرسة، وألقت القبض عليه وعلى مواطنين تونسيين وسلمتهم لـ«القطب القضائي» المختص بمكافحة الإرهاب!
المهم أن كافة الأطراف تقريباً أجمعت على أن المركز أو المدرسة تموّل من قبل «بيت الزكاة» الكويتي، وهذا ما ورد صراحة في تغريدات النائبين، الحالي حمد المطر، والسابق الطبطبائي، إضافة إلى قناة الجزيرة. وفي ظل غياب أو عدم صدور نفي من بيت الزكاة، فهذا يعني صحة خبر التمويل!
السؤال: هل يحق لبيت الزكاة، الذي أساهم شخصياً والآلاف غيري، بطريقة غير مباشرة، من خلال مصالحنا التجارية، في رفد أرصدته البنكية بمئات الملايين، في صورة ضرائب الزكاة التي ندفعها للمالية، في إنشاء وتمويل مدارس لتحفيظ القرآن؟
لماذا يذهب مواطن كويتي لدولة أخرى، وعربية بالذات، لتحفيظ أطفالها القرآن، وهو أمر شديد السهولة، ويمكن لأي معلم، أو نصف معلم تونسي، القيام به؟
إلى متى لا نعرف أين تذهب الأموال التي تقع تحت يد بيت الزكاة؟
وهل هناك مشاريع مماثلة يقوم بيت الزكاة بتمويلها، بكرمه المعهود؟
وهل هناك مواطنون آخرون يقومون بمثل هذه المهام خارج الكويت؟
والأهم من كل ذلك، لماذا تصرف أموال الزكاة على تدريس مادة تحفيظ القرآن فقط، بمعزل عن تدريس العلوم الضرورية الأخرى، التي تشكل معرفتها عصب الحياة العصرية، وتؤهل من يتعلمها لحياة أفضل؟ فحتى مواد مدرسة المباركية، التي تأسست قبل 100 عام، كانت أكثر حداثة من مواد مدرسة «ابن زيد»!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw