عضوية نادي 99


كانت الزوجة دائمة الشكوى من ضعف همة زوجها، وكيف أن جارهم الشاب أكثر نشاطاً وقوة منه، والدليل أن مجرى ماء الحمام أمام بيتهم بالكاد ينشف.

ضجر الزوج من «حنة أو نق» زوجته، ودأبها على السخرية من ضعفه، فذهب لجاره الشاب وسأله عن عمله، وتبين أنه يعمل في وظيفة بسيطة، فأغراه بتركها، ومشاركته في تجارته!

سرّ الشاب بالعرض وشكر جاره على ثقته، ووعد بأن يكون عند حسن ظنه!

كانت النتيجة انشغال الشاب تماما بمشروعه الجديد، وعودته مساءً للبيت منهكا ومتأخرا، فنشف مجرى ماء الحمام من أمام بيته تماما!

وارتاح الرجل الكبير من «حنة، أو نق» زوجته!
***
تذكرت تلك القصة وأنا أقرأ قصة مشابهة عن ثري يمتلك كل شيء لكنه كان يفتقد السعادة في حياته.

وفي يوم صادف أحد موظفيه وهو يؤدي عمله بسعادة ظاهرة، فسر بما رآه، واستدعى الشاب وسأله عن السر، فقال بأنه سعيد لأن لديه كل ما يحتاج له، كسقف فوق رأسه، وطعام في مطبخه، ودفء في مرقده.
***
سرد الثري قصة العامل لصديقه، فقال له هذا بأن سعادته ستختفي إن أصبح عضواً في نادي «99»، وكل ما عليه القيام به هو وضع كيس به 99 قطعة نقدية ثمينة، أمام بيت الرجل، وسيصبح بعدها عضواً في النادي!

قام التاجر بفعل ذلك، وما أن عثر الموظف على الكيس حتى أطلق صيحة فرح، لكن عند عد القطع، وتكرار عدها، تبين أنها 99 قطعة فقط، وليس 100. وفكر بأن في الأمر شيئا غريبا، ولا بد من البحث عن القطعة المفقودة، لكن دون جدوى! فقرر أن يوفر من مصاريفه، ويعمل بجد أكبر، لكسب ما يكفي لشراء القطعة التي تكمل عدد المئة.

تغير حاله وأصبح مرهقًا سريع الغضب، وبدأ بإلقاء اللوم على أسرته لعدم مساعدته في تحقيق حلمه بالحصول على القطعة المفقودة، واختفت ابتسامته وبان الكبر عليه. وفي يوم مر أمام مكتب الثري، فرآه قد شاخ وانحنى ظهره، فاحتار من أمره، وعاد في المساء وحكى لصديقه ما شاهده، فرد عليه بأن ذلك ما توقعه، بعد أن أصبح عضوا في نادي 99، أو99 club، وعضوية تعطى مجاناً لأولئك الذين لديهم ما يكفي ليكونوا سعداء ولكنهم يريدون دائمًا شيئا جديدا، ولسان حالهم يقول: دعني أحصل على الترقية الكبيرة في العمل، وبعدها سأكون سعيدًا. ولكن في اللحظة التي يحصل فيها على الترقية، سيشعر بالسعادة، لكنها ستكون سعادة مؤقتة، وسيحل محلها، بعد فترة، شعور بالتعاسة، ويعتقد بقوة بأنه سيكون سعيدا بالفعل أن تمكن من شراء سيارته الحلم... وهكذا!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top