ماز جوبراني.. والعزف الكافر

ظهر ماز جوبراني maz jobrani، أحد أشهر «كوميدي الواقف» stand up، أي إلقاء النكت على المسرح وقوفاً، ظهر في عرض في دبي، أضحك فيه جمهوره بالتعقيدات «المضحكة» أو السخيفة عن تجربته في الكويت، عندما اكتشف أن لدينا «رقابة على المواد»، وان «الكويت غير» عن كل مدن العالم.

قيل له إن «الرقيب» طلب عرض النكات، التي سيلقيها عليه كتابياً للموافقة على نصوصها. أضحكه الطلب، فهو عادة ما يرتجل النكات وهو واقف على المسرح، كما أن كتابتها يفقدها نكهتها، فنصف ما يضحك فيها يكمن في الإلقاء وتجاوب الجمهور، مع هذا أصرّ الرقيب على طلبه بقراءتها مكتوبة، تبيّن بعدها أنه لا يعرف شيئاً من الإنكليزية، فاضطروا إلى ترجمة النكت للعربية، فأصبحت بالفعل، بنظره ونظر ماز، سخيفة.

ثم وصلت السخرية إلى مرتبة أعلى، عندما طلب منه «الرقيب» أن يقوم بإجراء عرض أو بروفة أمامه، وعندما اعترض قائلاً إن الرقيب لن يفهم شيئاً مما سيقوله، لعدم إلمامه بالإنكليزية، ردوا عليه بأن ذلك ليس مهماً، فهو يتّبع التعليمات بحذافيرها! ثم تبيّن أنه ليس في أنظمة الوزارة ترخيص لمن «يلقي النكت واقفاً»، وبالتالي سيكون الترخيص له كممثل، وعليه بالتالي الحركة على المسرح طوال الوقت وعدم الثبات!
***
قصة ماز جوبراني مع الرقابة الكويتية ذكرته بطرفة قديمة، وأخرى محزنة.

فالطرفة تقول إن مقاولاً حصل على عقد من شركة لتثبيت عدد من أعمدة الكهرباء على طريق صحراوي، فاستعان بعدد من العمال، وقسمهم إلى ثلاثة فرق، الفريق الأول يقوم بالحفر، والثاني يحمل ويثبّت العمود في الحفرة، والثالث يردم الحفرة.

لبساطة العمل غاب المقاول يومين، وعندما عاد وجد مجموعة منهم تقوم بالحفر وأخرى بالردم، فجن لمنظرهم، وعندما سألهم عما يفعلون قالوا إنهم ينفذون أوامره بحذافيرها، فالفريق الذي من مهمته وضع العمود في الحفر لم يحضر بكامله للعمل!

أما النكتة الحزينة فتعلقت بالتعليمات المشددة للفنادق بضرورة الحصول على ترخيص من وزارتي الإعلام والداخلية، لعزف البيانو في بهو الفندق.

الغريب في الترخيص أن على الفندق تجديده شهرياً، وليس سنوياً، ولسبب جهنمي يتعلق بشهر ديسمبر، بالذات!

فرغبة من حكومتنا الرشيدة في عدم قيام أي فندق أو مطعم بالعزف على البيانو خلال فترتي أعياد الميلاد ورأس السنة، فقد تم تصميم ترخيص شهر ديسمبر، من كل عام، لكي تنتهي صلاحيته مساء يوم 23 ديسمبر، ليتوقف العزف، ولا يجدد إلا في الأول من الشهر التالي، يناير! وهكذا لن يكون بإمكان أي كان سماع أية مقطوعة دينية خلال الفترة من 24 ديسمبر حتى الأول من يناير!
***
يا معالي وزير الإعلام، يرحم والديك، تدخّل وغيّر هذه التعليمات والأنظمة السخيفة والبالية، التي مرت عليها عقود أربعة!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top