سألت صديقاً تجاوز السبعين وأصبح أقرب للثمانين عن التغييرات التي يشعر بها، بعد أن أصبح في هذا العمر المتقدم، فوعد بإرسال رده في رسالة واتس، فكان التالي، بتصرف:

1. بعد أن كنت أحب والدي ووالدتي، وإخوتي وزوجتي وأولادي وأصدقائي، بدأت الآن أحب نفسي، وأهتم بها أكثر من السابق بكثير.

2. أدركت أنني لست أطلساً (وهذا اسم عظمة في الرقبة)، فالعالم لا يستريح على كتفي.

3. توقفت مؤخراً عن التفاوض مع بائعي الخضار والفاكهة. فبضعة دراهم أو أفلاس أخرى لن تكسرني مادياً، لكنها قد تساعد البائع الكادح في توفير الرسوم المدرسية لابنته.. الوحيدة ربما.

4. في المقهى، أترك دائماً للنادلة اللطيفة والتي تفهم طلبي قبل أن أفتح فمي، إكرامية مجزية، في محاولة لرسم الابتسامة على وجهها المتعب، فهي أم لثلاثة أولاد، وتكدح من أجل توفير لقمة العيش لهم ولزوجها المريض.

5. توقفت عن مقاطعة كبار السن أمثالي، بأنهم سبق أن رووا تلك القصة لي عدة مرات، بعد أن تبين لي أن قولي ذلك غالباً ما لا يردعهم عن الاستمرار في سردها. كما تجعلهم رواية القصة أو النكتة البايتة يشعرون بحيوية، وأن ذاكرتهم لا تزال حادة وماضية.

6. كما تعلمت عدم الاستعجال وتصحيح أخطاء البعض، حتى عندما أكون على ثقة من معلوماتي، فما الضرر الذي يصيبني أو يصيبهم إن ذكروا بأن هتلر أو صدام أو طلفاح لا يزالون على قيد الحياة أو أن الشرق أو حتى إن اعتقدوا أن الشمس تشرق من الجنوب، وليس من الشمال، كما أحب أن أعتقد.

7. إن عبء جعل الجميع مثاليين لا يقع عليّ حتما، فالسلام مع النفس والغير أغلى من الكمال.

7. أعطي تحياتي وسلامي للجميع بحرية وسخاء، فهي أصلاً ببلاش. كما أن المجاملات هي مُحسِّنة لمزاج من يلقيها ومن يسمعها. وأتمنى من كل من يستمع لمجاملة، ولو بسيطة أو غير حقيقية، ألا يرفضها، بل يرد «شكرًا».

8. تعلمت، وأنا في هذه السن، ألا أنزعج من عدم كي قميصي بطريقة جيدة، أو أن هناك بقعة فوق جيبي الأيمن.

9. تعلمت أن أهتم بكلامي، فالشخصية تتحدث غالباً بصوت أعلى من المظاهر.

10. مع الوقت، تعلمت تجنُّب اللقاء بالذين لا يقدرونني، ولا يعرفون قيمتي، أو يسبب وجودهم ضغطاً على نفسيتي.

11. وتعلمت أن أبقى هادئًا عندما يلعب شخص ما بطريقة قذرة ليهزمني في سباق أو مباراة أو حل لغز ما.

12. كما تعلمت أنه من الأفضل التخلي عن الأنا بدلاً من قطع العلاقة مع من أحب. فزيادة جرعة الأنا ستعزلني وتجعلني وحيداً.

13. وتعلمت أن أعيش كل يوم كما لو أنه الأخير. بعد كل شيء، قد يكون الأخير.

14. أنا أفعل ما يسعدني. أنا مسؤول عن سعادتي وأنا مدين لنفسي. السعادة هي اختيار. ويمكن أن أكون سعيداً في أي وقت، فقط أن أختار ذلك بإرادتي!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw