يرجى القراءة للآخر..!
تعتبر كاملا هاريس kamala harris أول أميركية تتقلد منصب نائبة رئيس، وأعلى مسؤولة، كامرأة، في تاريخ الولايات المتحدة، وأول مسؤول في هذا المنصب، من أصل أفريقي وآسيوي.
ولدت كاملا في عام 1964، وهي ابنة مهاجرة من ولاية تاميل الهندية، وأبٍ من جامايكا، هاجرا لأميركا في بداية الستينيات. وقد تصبح في الانتخابات الرئاسية القادمة، رئيسةً لأعظم وأقوى دولة في العالم.
***
أما باراك حسين أوباما، رئيس أميركا الأسبق، فهو من مواليد 1961، وتعود أصول والده المسلم لكينيا، التي سافر منها لأميركا في الخمسينيات للدراسة، لكنه ترك أسرته وعاد لوطنه؛ ليتوفى في حادث سير، وقبل أن يعلم بأن ابنه سيصبح أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، وأبٍ مسلم.
***
يعتبر إريك فارادكار eric varadkar المولود في أيرلندا عام 1979 أول رئيس من أصل هندي لجمهورية أيرلندا، وابن مهاجرَينِ من بومبي، هاجرا لأيرلندا في منتصف ستينيات القرن الماضي.
***
تولى البريطاني الهندوسي ريشي سواناك rishi sunak المولود عام 1980، رئاسة وزارة بريطانيا العظمى، وهو ابن مهاجرَينِ من الهند، وأول شخص بمواصفاته يدخل 10 داوننغ ستريت، مقرَّ الرئاسة البريطانية الشهير.
كما أصبح صادق خان، وهو ابن مهاجرَينِ باكستانيينِ، ومن مواليد 1970، محافظاً لمدينة لندن عام 2005، ولا يزال.
أما الشعب الإسكتلندي فقد اختار المسلم حمزة يوسف قائداً له، وهو ابن مهاجرَينِ من باكستان!
***
هناك العشرات، أو بالأحرى المئات من أمثال هؤلاء، سواء في السياسة أو الصناعة أو الفن الرفيع، من أبناء مهاجرين من الشرق الأوسط والدول العربية والهند والصين وباكستان، ومن أفريقيا، ممن أبلوا أحسن البلاء بالرغم من أصولهم أو أعراقهم المتواضعة، وعقائدهم الدينية المتنوعة، والمختلفة تماماً عن ديانات غالبية مواطني الدول التي يحكمونها. لكن انفتاح المجتمعات الديموقراطية الليبرالية، وترسُّخ مفاهيم حقوق الإنسان فيها، جعلت فرصة وصولهم لأعلى المناصب أمراً ميسوراً، بل ومقبولاً جدًّا من غالبية الناخبين. فالمواطن هناك يريد من يحسن معيشته، ويخفض ضرائبه، ويعدل ميزان مدفوعات وطنه، بصرف النظر عن أصوله أو مذهبه أو دينه أو لونه!
***
أما بعض المواطنين الكويتيين من الذين قدمت أسرتهم للكويت قبل أكثر من 150 عاماً، مثلهم مثل بقية مواطني الدولة، فإنهم قد ينتظروا لسنوات قبول ابنهم في أجهزة معينة في الدولة!
لكن انتظارهم سيطول، كونهم ينتموا لمذهب معين ، وليس لأي سبب آخر، فلا يسمح لمن يماثل الأغلبية في عرقه ولونه ودينه، وكان من أوائل من قدم أجداده للكويت، بتولي مهنة متواضعة، فكيف بما فوق ذلك، فقط لاختلاف المذهب!
***
الدول المتقدمة، التي تحترم إنسانية مواطنيها، لا تتردد في تسليم أمنها الوطني، وكامل مصيرها، لابن أو ابنة مهاجرَينِ، من غير عرقهم ولا لونهم ولا مذهبهم ولا دينهم، فقط لأنه ولد فيها ويستحق المنصب!
***
لمن أدمنوا الصيد في الماء العكر، لست طائفياً، ولن أبالي بما تعتقدونه أو ستقولونه عن موضوع المقال، ولكن ما ذكر أعلاه حقيقي ومؤلم، ويجب عدم السكوت عنه!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw