ليس حباً في معاوية.. ولكن!
يقول المثل: «كثر الدق يفك اللحام»، فعندما صرح وكتب كل ذلك العدد من الكتاب والمعلقين ببراءة إيران من تهمة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وتصويره وكأنه مؤامرة أميركية للوقيعة بين إيران والسعودية، حتى «كدت» أؤيد رأيهم، وأتفق بأن في التهمة شيئاً ما، خاصة بعد أن شارك في حملة الدفع ببراءة النظام الإيراني من عرف عنهم شديد عدائهم له، ولكل ما يمثله من ثقل ديني، مع علمي بأن منطلقاتهم ليس حباً في علي بقدر ما هو كره في معاوية! أقول انني وبسبب استمرار ذلك الدق المركز والمستمر ببراءة إيران، وهو ما لا يمكن استبعاده تماما، إلا تصريح علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني لرئيس مجلس الامة جاسم الخرافي في لقائهما الأخير، جاء ليعيد لي صوابي، فقد صرح بأن المتهم الأميركي بمحاولة الاغتيال، الإيراني الأصل، كان شخصاً معتوهاً، عندما كان يعيش في إيران، وبسبب عتهه ذاك تم ابعاده منها قبل 30 عاما! ولو صح ذلك لادعى نصف سكان إيران بالعته ليتم استبعادهم إلى أميركا وأوروبا! إضافة إلى أن هذا التصريح هو إقرار من أعلى سلطة تشريعية في إيران بأن كل من يشك في عتهه يبعد عن البلاد، ويعني كذلك أن الجمهورية الإسلامية شبه خالية الآن من المعتوهين!
من جانب آخر، نرى أن الكثير من الأنظمة العربية، والإسلامية المتشددة بالذات، لا تجد وسيلة أفضل لاشغال شعوبها والهائهم عن مشاكلهم اليومية وقضاياهم الإنسانية ومطالباتهم بالحريات والحقوق المدنية، لا تجد أفضل من القضية الطائفية والتلويح بقميصها وبخطورتها بين الفترة والأخرى، ليبقى هاجسا يقظا في النفوس! ويعتقد البعض أن هذه الأنظمة تقوم بتصوير إيران ومذهبها الشيعي، كفزاعة، وتقول لهم بصراحة إن البديل يعني في جميع الأحوال «دولة شيعية كبرى»! وهذا النوع من التهديد كفيل بإسكات أعلى الأصوات المطالبة بالتغيير! والغريب أن إيران، بتصرفاتها وتصريحاتها، تزيد من تخوف هذه الشعوب منها ومن طموحاتها بسبب شديد تركيزها على القضية الطائفية، فهل من مخرج من هذا المأزق؟
لا تزال قضية الاتهام في بداياتها وستتطور بشكل كبير خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد تكون كافية لقيام إسرائيل بضربة استباقية لمشاريع إيران النووية، وسيقربها ذلك كثيرا لقلوب بعض القيادات والشعوب العربية المعادية لنوايا إيران وطموحاتها!