الجريمة السرية لغرفة التجارة
الجريمة السرية لغرفة التجارة
انتشر شريط لمواطن معروف يقول فيه التالي:
- الكويت مملكة التجار، لهم الزبدة وكل حبة عيش ومعجون أسنان لهم ربح منه يساوي تكلفته!
- شرعهم شرع الغرفة، لهم كتجار كل شيء، وليس عليهم شيء!
- وصلني دواء من تركيا سعره 4 دنانير وفي الكويت 48 دينارا، إليس هذا عبء على المواطن العادي المحتاج؟
- الداخلية تكتشف مخدرات...! عيب عندنا غرفة تتصرف مثل القنفذ، وعالقة في بلاعيم أهل الكويت
-يا سمو الشيخ أحمد والشيخ طلال الخالد؛ أغلقوا الغرفة واقطعوا دابرها، وهناك ألف طريقة لسد حاجة الكويت من غيرها. عليكم بتحريرها من الآفات، وخيلكم مع الكويتيين "القح"!!
- نحن في صراع وجود أو فناء، والسبب الغرفة!
* * * *
أكرر ما سبق أن قلته، بأنني لست محامي الغرفة، لكنه كلام أعوج، وأبعد ما يكون عن الحقيقة والواقع، ويتطلب توضيحا لكل من اعتقد لثانية بصحته.
أولا: فكرة أن التاجر يربح في أية سلعة 100 % كلام فارغ لا يمت للحقيقة بصلة، وكل من يعمل في مراقبة الأسعار في الجهات الحكومية، واتحاد الجمعيات، وحماية المستهلك يعرف ذلك، والسوق مفتوح وبه منافسة عالية، وأنا أستورد آلاف السلع، وليس بينها واحدة تحقق نسبة ربح 100 % ولا حتى نصف ذلك، وقبل خصم المصاريف.
ثانيا: الأدوية تسعر من قبل وزارة الصحة، وليس للتاجر حق تسعيرها. كما أن الشركات العالمية لها أسعار متفاوتة من دولة لأخرى، وهي التي تحدد البيع على الوكيل في الكويت بأسعار عالية والمهم منها متوفر مجانا في وزارة الصحة.
ثالثا: رخص الدواء التركي يعود لأن المنتج من صنع تركي وليس أمريكي مثلا. ولا تسمح الشركة الأم، صاحبة الاختراع، للشركات التركية بيعه للخارج. لذلك لم يحاول أي مورد أدوية كويتي استيراد هذه الأدوية من تركيا!
وطالما أن صاحب الشريط يتباكى على رخص ثمن دواء منتج في تركيا مقارنة بما يماثله في الكويت، فلماذا لم يشارك الأتراك بكائهم في أن ليتر البنزين لديهم يبلغ 350 فلسا تقريبا، وفي الكويت 50 فلسا؟؟
رابعا: ما علاقة غرفة التجارة بتجارة المخدرات، والقبض على المتاجرين بها، وما علاقة وزير الداخلية بغرفة التجارة، لكي يناشدها صاحب الشريط بتحرير الكويت منها؟
خامسا: طالب الأخ بأن تكون الحكومة أو السلطة مع الكويتيين "القُح"، ولا أدري ما الآلة التي ستحدد هؤلاء؟ أو المحلول الكيميائي الذي يمكن سكبه على كل مواطن لمعرفة عما إذا كان "قُحا"، أو "قحفا"؟
سادسا: القول بأن الكويت في صراع وجود وفناء، والسبب الغرفة، كلام لا معنى له وسخيف.
أحمد الصراف