حادث سير «المتحدث الرسميّ»
وقف ثيودور برات theo barrett، الناطق الصحافي للبيت الأبيض أمام البوديوم، وبدا على وجهه شيء من الحزن، واعتذر للصحافيين على تأخره، لأن زوجته توفيت للتو في حادث سير!!
بدأ من فوره الطلب من الحضور طرح أسئلتهم، فجرت بينه وبينهم المحادثة التالية:
● أعتذر لتأخري، تفضل بسؤالك يا «جم».
● يا إلهي، أنا آسف لسماع هذا الخبر.
● نعم، إنه أمر مفجع، والألم كبير، لم أجرب ما يماثله من قبل، ولكن لدينا الكثير الذي علينا القيام به اليوم، فدعونا نواصل مؤتمرنا وننتهي منه... تفضلي يا «موري»!
● أنا آسفة لسماع ذلك، لقد كانت «جين» امرأة رائعة.
● نعم، أستطيع تأكيد ذلك، ولكني هنا للإجابة على أسئلتكم، وهذا ما عاهدت الرئيس وشعب الولايات المتحدة الأميركية عليه، وإبقاء الأمة على إطلاع تام وفوري على مجريات الأمور، وما يقوم به الرئيس، قائد العالم الحر... تفضل «جونز»!
● هل يمكن سؤالك عما حدث لجين بالضبط؟
● لقد توفيت جين في الحادث فورا، لكن لا يمكنني إيقاف سير أمور الأمة برمتها، بسبب ذلك الحادث... هل لديكم أسئلة أخرى، تفضل جورج.
● هل أنت بحاجة لمن يتكلم معك، أو يساعدك في شيء ما؟
● أعزائي، موضوع الحادث ليس في أجندتنا اليوم. صدقوني، ليس هناك شيء أرغب الآن في القيام به غير النزول خلف هذه المنصة والانخراط في البكاء على فقد زوجتي، لكني عاجز عن القيام بذلك... لماذا؟ لأنني رجل بالغ ولدي عمل أقوم به، وأنتم كذلك لديكم عمل تقومون به... لذا سأسمح بسؤال واحد في موضوع الحادث، بعدها سننتقل لمؤتمرنا الصحافي... ويلسون؟
● هل أخبرت طفليك «بوبي» وميغان بالحادث؟
● حسنا، طفلّي كانا مع أمهم في السيارة، وهم الآن في مستشفى جورج تاون الجامعي، بوبي في غيبوبة، وميغان فقدت رجلها!!
***
مقابلة رهيبة وحادثة مروعة، وموقف لا يصدق، ولكنه مفبرك بإتقان مخيف!
علينا الحذر، وعدم تصديق كل ما نقرأه أو نشاهده على وسائل التواصل، فقد تكون كل حركة وجملة، وتصريح وموقف لا علاقة لهما بالحقيقة بتاتا، ومن الحصافة عدم الاستعجال لا في تصديق الخبر، ولا في إرساله للغير، وهذه فقط البداية، فالفبركات، مع قدوم الذكاء الاصطناعي، في طريقها لأن تكبر وتنتشر أكثر وتصبح متقنة بحيث يصعب عدم تصديقها!
***
ورد خطأ في مقال أمس أن السيد أحمد الفضل مرشح في الدائرة الانتخابية الثانية، والحقيقة أنه مرشح في الثالثة، لذا اقتضى التنويه.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw