جمل أبوسته البريطاني
قلة تعرف أن خدمة البريد في بريطانيا هي الأفضل في العالم. فالرسالة التي ترسل في التاسعة صباحا من مكتب في لندن، يصل الرد عليها للمرسل في اليوم نفسه، أو على الأكثر في صباح اليوم التالي!!
في الكويت، يحذر الجميع المتعاملين معهم في الخارج من استخدام خدمة البريد بسبب «سوء سمعتها»، والتي يستفيد منها البريد المستعجل، (الكورير)، ويحدث ذلك في دولة يعمل في جهازها الحكومي 286 ألف موظف واحتياطياتها النقدية تصل الى 200 مليار دولار، وتعتبر رواتب موظفي جهاز البريد فيها، على الأقل، الأعلى في العالم، اضافة الى أن طوبوغرافية الكويت وشوارعها وصغر حجمها تجعلها الأكثر سهولة في التنقل وايصال البريد فيها.
يقول صديقنا القارئ (أبوسته) الكبير، والذي عاصر البريد منذ الخمسينات، أنه يتذكر أن هذه الخدمة كان يديرها موظف من بومبي، من مركز شارع فهد السالم، يساعده اثنان من كيرالا، وكانت طوابع ذلك الوقت تحمل صورة ملكة بريطانيا، مطبوع عليها كلمة «كويت». ومع قلة الموظفين وشبه انعدام وسائل اتصال أخرى، كالفاكس والانترنت، لكن الخدمة كانت ممتازة، والرسائل تصل بانتظام وسرعة، رغم أن الطائرات آنذاك كانت بمراوح «dehavillande» وليست نفاثة كما هي اليوم. وكانت رحلاتها أسبوعية. واليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، والرحلات الجوية اليومية، وتقدم نوعية آلات فرز وتوزيع البريد الكترونيا، واستخدام الترميز في التوزيع والتصنيف والتعريف، «كود»، وبعد ان تم استبدال كومار ومساعديه رامشندراوسوجانا، بعدد مضاعف من العرب، الذين استبدلوا بمئات المواطنين مع مرور الوقت، والذين كلفوا بدورهم البنغالي للقيام بعمله، اصبحت الخدمة، بكل فخر، الأسوأ على الاطلاق، بالرغم، من سهولتها، فهي لا تحتاج الا لضمير في أدائها! ويقول «ابوسته» إن رسالة بريدية مؤرخة في أبريل 2011 وصلته الأسبوع الماضي فقط، أي بعد أربعة أشهر، ولو حملها جمل من بريطانيا لوصلت قبل ذلك!كما وردته دعوة زواج في 2011/8/22 تحمل تاريخ 2011/4/26 لحضور حفل زواج صديق انكليزي في 2011/4/26!! وقال إنه لم يتمكن بالطبع من حضور الزواج أو حتى ارسال تهنئة أو هدية لصديقه، أو مجرد اعتذار، وأنه يحتفظ بنصوص الرسالتين ومظاريفهما!
ومنا الى وزير المواصلات الجديد، ليقوم بشيء فشل جميع من سبقه، منذ التحرير وحتى اليوم، في فعل شيء بخصوصه، ونستثني وزير المواصلات السابق، الصديق سامي النصف، من قائمة الفاشلين، لقصر فترة توليه الوزارة.