الجذور الأرمنية
الجماعية» التي تعرض لها اليهود والأرمن وأكراد العراق والكمبوديون والروانديون وأهالي دارفور وغيرهم عبر التاريخ. وهدف المشرعون من ذلك إلى بيان مدى خطورة هذه الجرائم وما تمثله من بشاعة، ولحث المجتمع الدولي على منع تعرض أي شعب لها. وفي هذا الصدد تقول باحثة وطبيبة كويتية، من اصل ارمني، ان أبحاثها المختبرية أثبتت أن أفراد قبائل عربية عدة كعنزة وشمر والظفير، وبالذات ممن عاشوا لفترة في سهول سوريا والعراق، لديهم جينات وراثية أرمنية، وأن هؤلاء ليسوا إلا أحفاد أولئك الأرمن الذين تعرض آباؤهم للإبادة في بداية القرن الماضي على ايدي الأتراك، والذين تم سبي نسائهم وبيعهن في اسواق النخاسة على أنهن أتراك.
وفي «كتاب جدتي»، الذي صدر في تركيا عام 2004، كشفت المحامية فتحية تشيتين، السر، لأول مرة، عن أمر طالما اعتبره الأتراك محظورا، وذلك بحديثها عن أصول جدّتها هيرانوش، وكيف أن أهلها غيروا اسمها إلى سحر، وأنها كانت في الحقيقة أرمنية الأصل وتم خطفها، وأُجبرت على اعتناق الإسلام بعد المجزرة التي ارتكبت عام 1915 بحقهم.
وقد تبنت صحيفة «اللوموند» الفرنسية قضية حفيدة هيرانوش، أي فتحية تشيتين، ووصفتها بأنها من المطالبات علناً بالاعتراف بالجذور الأرمنية للكثيرين في المجتمع التركي، الذي تقيّده محظورات وممنوعات عدة في هذا الخصوص. وقالت الصحيفة إن جهودها ساهمت في إماطة اللثام عن مئات القصص المشابهة والتي بينت واقعاً حاول البعض نسيانه عمدا، وكيف أن هناك في تركيا، كما في غيرها من الدول العربية والإسلامية، من يتحدرون باصولهم من أولئك الذين نجوا من مذابح الأرمن، ومن النساء والفتيات بالذات، أجبرن على تغيير ديانتهن وتبنّي هوية من استعبدهن. وتقول الباحثة إن هؤلاء الأرمن كان يشار إليهم بأنهم «بقايا السيف»!
اعتقد أن قصة هؤلاء تستحق تفرغ كاتب أو باحث أرمني للكتابة عنها، كما فعل الكاتب الأميركي اليكس هيلي مع جذور زنوج أميركا.