هيئة الغذاء وخرافة الصلاحية

لأن الكويت «غير»، فهي من الدول النادرة التي تشترط على مصنعي ومستوردي المواد الغذائية وضع فترة قصوى تبلغ سنتين «فقط» لصلاحية أية مادة غذائية، بصرف النظر عن طبيعتها، وتواريخ انتهاء صلاحية أقل بكثير لمواد أخرى. فمن المضحك مثلا وضع تاريخ انتهاء صلاحية للعسل أو الخردل، الذي لا تنتهي صلاحيته لقرون، حسب إفادات علمية معروفة. ومن الإسراف إتلاف الكثير من المواد الغذائية المعلبة بعد التاريخ المدون عليها!

يقول «كينجي لوبيز ألت»، في «نيويورك تايمز»، 24–‏2–‏2023، إنه من الضروري علينا معرفة صلاحية ما نتناوله، قبل رميه في كيس القمامة، فتاريخ انتهاء المنتجات الغذائية، حسب تعريف وزارة الزراعة الأميركية، أمر طوعي تماما، ولجميع المنتجات (باستثناء أغذية الأطفال)، وليس للأمر علاقة بالسلامة، فالتواريخ على المواد الغذائية، في أميركا، هي أفضل تخمين للشركة المصنعة فيما يتعلق بالتاريخ الذي سيكون فيه منتجها في أعلى مستويات جودته. ويميل مصنعو المواد الغذائية أيضا إلى أن يكونوا متحفظين إلى حد ما فيما يتعلق بهذه التواريخ. فهناك أمور لا داعي للقلق بشأنها بالتأكيد، فالعسل والخل والفانيليا والمستخلصات الأخرى كالسكر والملح وشراب الذرة ودبس السكر والشوفان المطبوخ والفريك، غالبا ما تبقى طويلا جدا، مع تغير طفيف في جودة بعضها، ولا يعني ذلك عدم صلاحيتها. كما يبقى الأرز الأبيض المكرر صالحا لسنوات، في حين أن عمر الأرز البني قصير، لأن المواد غير المكررة بها نسبة دهون أعلى، مثل ثمار الجوز، التي تتعفن خلال بضعة أشهر، ووضعها في الثلاجة يمدد عمرها لبضع سنوات.

يمكن لخبز السوبر ماركت المستقر على الرفوف والمصنوع من الزيوت (والمواد الحافظة) أن يظل طريا لأسابيع في الثلاجة، لكن خبز العجين المخمر الهزيل سيكون قديما خلال عشرة أيام. كما ستظل الفاصوليا والعدس والحبوب المجففة آمنة للأكل لسنوات بعد الشراء، لكن ستزداد صلابتها وسيستغرق بالتالي طهيها وقتا أطول.

التوابل قد تفقد نكهتها، أو فائدتها، لكنها تبقى صالحة لسنوات طويلة. أما المعلبات، فإن المحفوظة في علب معدنية تدوم لفترة أطول من الزجاجة، التي تدوم لفترة أطول من البلاستيكية. وطالما لا توجد علامة خارجية تبين فسادها، كالانتفاخ أو الصدأ، أو تلف ظاهر عند فتحها، مثل العفن أو الرائحة، فإن الفواكه والخضروات واللحوم المعلبة تبقى لذيذة ومستساغة لسنوات. كما أن علب المشروبات الغازية تحتفظ بفورانها طويلا، والمعبئة في قنان زجاجية تبقى لعام، أما البلاستيكية فلبضعة أشهر فقط.

كما أن الزيوت، التي يحتفظ بها بعيدة عن الحرارة، تبقى لفترة طويلة، ويمكن معرفة صلاحيتها من طعمها أو رائحتها.

العسل والخردل يدومان للأبد، ويبدأ الكاتشب في تغير لونه، لكنه يبقى صالحا لعام، طالما أن طعمه مستساغ. ويبقى المايونيز، الذي لا يحتوي على ليمون أو ثوم، لفترة طويلة جدا. وتتمتع صلصة الصويا بعمر طويل، لكن يفضل وضعها في البراد.

كما أن البيض يستغرق وقتا طويلا حتى يفسد. ويمكن معرفة غير الصالح منه بالشم.

أما أغذية الأطفال، فإن التواريخ عليها تمثل صلاحيتها الحقيقية.

ونطالب هيئة الغذاء بأن تكون أكثر مرونة ودقة فيما يتعلق بتواريخ انتهاء صلاحية الأطعمة، بمختلف أنواعها.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top