سيدتي موضي
لست حزبياً ولا منتمياً لأي تجمع سياسي أو ديني، ولكني قارئ نهم وكاتب منذ ما يقارب العقدين، وبإمكاني الادعاء بأني ملم قليلاً بالحديث في الأخلاق وطرق التربية وشيء من عالم الصحافة وبعض من تاريخ الوطن، وهناك طبعاً من هو أفضل مني بكثير في كل هذه المجالات، ولكن اللافت أن وزارة التربية لا تدعو أو تسمح لغير المتشددين دينيا، أو المنتمين لحزب سياسي أو ديني لإلقاء المحاضرات في المدارس الحكومية، وثانويات البنات بالذات، مع استثناءات قليلة، علما بان هموم ابنائنا وبناتنا الطلبة المستقبلية وتطلعاتهم تتطلب تفاعلاً مع عقول منفتحة ونفوس خالية من العقد، وبالتالي فإن تكالب مدارس الوزارة، لدرجة الاستذباح، على دعوة المتردية والنطيحة وبعضهم أصحاب سوابق ومشعوذين ومشتغلين بالسحر لإلقاء المحاضرات والمواعظ على طلاب وطالبات مدارس الحكومة والاستفراد بهم عقائديا، وتلقينهم دينيا، وكأننا أمة بلا عقيدة، وتشكيل افكارهم، وتوجيه أفئدتهم نحو أحزابهم الدينية، أمر مثير للعجب، خاصة أن هذه الأحزاب ليست متفقة على دين واحد وتفسير واحد ومذهب واحد، بل هم شتى وتفرقهم كتفرق قلوبهم وعقولهم، أفلا ترين يا سيدتي ان فتح المجال للفكر المتطرف قد اضر كثيرا بالنشء؟
لسنا طلاب شهرة أو مال ولا جاه فقد نلنا من كل شيء كفايتنا، ولكن يحز في نفوسنا أن تترك الساحة لهؤلاء ليلعبوا فيها بعقول أجيالنا القادمة بسقيم آرائهم وتافه أفكارهم والخطير من عقائدهم.
***
وجهت النائبة د. أسيل العوضي سؤالاً برلمانياً لوزيرة التربية د. موضي الحمود حول الأسس والقواعد المتبعة في تنظيم الندوات والمحاضرات في المدارس، وأشارت العوضي إلى ثلاث حالات جرت خلال السنة الماضية في ثلاث من مدارس البنات الحكومية، استضيف فيها نبيل العوضي وعبدالرضا معاش وجمال الشومر لإلقاء محاضرات ذات طابع دعوي، وقالت ان تلك المحاضرات تمت عشوائيا، والدليل أن الوزارة قامت بعدها بمعاقبة مسؤولات إحدى المدارس! لا تعليق أكثر، فالخبر أكثر من واضح والمصيبة أكثر من جلية.