قرفص ولا تجلس
تتفاوت الآراء كثيرا في ما يتعلق بأفضل الاختراعات والاكتشافات البشرية، فهناك اكثر من قائمة ورأي، فهناك من يرى أن الإنترنت والهاتف والمطبعة والمضادات الحيوية والتخدير هي الأفضل، وآخرون يرون أن اللغة، التي ميزتنا عن بقية الحيوانات، والعجلة والنار والتلسكوب والكمبيوتر والتلفزيون والسيارة، إضافة إلى الكهرباء والساعات الآلية وغير ذلك الكثير أفضل. وهناك قوائم وآراء مختلفة، ولكن جميعها أجمعت تقريبا على أن كرسي المرحاض الغربي هو واحد من أفضل اختراعات الإنسان في كل العصور! وجاء ذلك الإجماع ربما لما كانت الحمامات القديمة تسببه من «عدم راحة» لمستخدميها، وانتشار الحشرات والروائح الكريهة فيها، وعدم ملاءمتها للتطور العمراني والصحي، إضافة إلى أن حاجة الإنسان طوال اليوم لمكان مريح يختلي به. كما أن علاقة المرحاض الحديث بالتطور واضحة فلا يمكن تصور وجود مدن بحجم نيويورك، طوكيو ولندن، بكل ناطحات السحاب فيها، دون نظام مراحيض حديثة. وقد لا يتفق الكثيرون على ما ناله المرحاض الغربي من مكانة مهمة، ولكن الحقيقة أنه سهل حياة الكثيرين بطريقة عجيبة وأصبح بحق «بيت الراحة»، بعد ان كان مصدر القذارة والإزعاج والمرض، وحتى الإصابة بفوبيا الحشرات! الطريف في الأمر هو التعديل الذي أصبح هذا الاختراع بحاجة له، خاصة لأولئك الذين يشكون من الإمساك المزمن! فقد تبين لعلماء في جامعة «ستانفورد» الأميركية أن وضع الجلوس على كرسي الحمام الغربي يعرقل عملية قضاء الحاجة لأن الجسم يصبح في وضعية تختلف عن وضعيته الطبيعية التي اعتاد الإنسان عليها على مدى مئات آلاف السنين، عند قضاء حاجته، وهي وضعية القرفصاء القديمة، وهو الوضع نفسه المستخدم في الحمامات العربية حاليا! لأن وضع الجلوس على الكرسي لا يجعل من القناة الشرجية في وضع مستقيم، ويعرقل نزول الفضلات بشكل سهل، ويجب بالتالي العودة لوضع القرفصاء! وحيث ان من الصعب العودة لاستخدام الحمام القديم المتمثل بحفرة في الأرض، فكان لا بد من إضافة تعديل بسيط للحمام الغربي ليصبح أكثر ملاءمة و«راحة»، وذلك برفع القدمين ووضعهما على قاعدة خشبية أو بلاستيكية بقياس 30 × 30 مثلا وبارتفاع يتراوح بين 20 إلى 25 سم، ووضع القدمين عليها بحيث ترتفع الركبتان لمستوى الصدر بزاوية 35 درجة تقريبا!
الموضوع مهم وجدي، وبالذات لمن يشكون من إمساك مزمن، ويمكن ملاحظة آثاره الإيجابية خلال أيام قليلة، وقد تسبب الوضع السابق في إصابة الكثيرين بامراض البواسير والتهاب القولون والزائدة وحتى سرطان القولون. للمزيد من التوضيح يمكن مشاهدة الفيلم المتعلق بهذا الاكتشاف من خلال الموقع التالي