الأتات والعسل المر
أبلغ وزير الصحة اللبناني(«الأنباء» 2/18) برلمانه أنه قرر سحب استثمار معمل باسم «زين الأتات»، وأن هذا المصنع لم يمنح ترخيصا لتصنيع أدوية وأعشاب طبية، وأن التعليمات صدرت بسحب كل إعلاناته من الطرقات! وذكر رئيس اللجنة الصحية في البرلمان اللبناني أن القانون يمنع الإعلانات الخادعة، خاصة عن الأعشاب، وإن الأتات كان يضمّن أدويته وأعشابه سموما ومواد مسرطنة خطرة على الصحة. وقال ان بعض أصحاب النفوذ يعملون شركاء له ويتسترون عليه ويحمونه. ومعروف جدا أن منتجات هذا الرجل تلقى قبولا كبيرا لدى قطاع كبير من الكويتيين من مرتادي لبنان.
في الكويت تنتشر إعلانات بيع عسل على أنه جيد للقضاء على بلغم الأطفال وحساسيتهم، وأخرى تدعي أن عسلها «معجزة»، وثالثة تعتبر «شايها» صالحا للتخسيس، ورابعة تبيع معجونا لإزالة شحوم البطن وشد الرحم (!) وخامسة تعلن عن «تركيبات» للقولون والسكري وزيت للمتانة (الجنسية؟) وسادسة تبيع منتجا لتبييض البشرة وإزالة الحبوب، وسابعة تعلن عن تركيبات لإزالة تضخم البروستاتا والاحتقان والصديد والالتهابات، وثامنة عن عسل مفيد للمدخنين....إلخ. وقد قمت بتسليم وزيري التجارة والصحة، المعنيين أكثر من غيرهما بالموضوع، صورا عن هذه الإعلانات المخادعة، لعلهما يقومان باتخاذ إجراء ما.
غريب أن نجد لبنان، الذي يشكو من تسيب كبير، قادرا على إغلاق مصنع يقال انه مدعوم من سياسي كبير، ولم تستطع حكومتنا، أو حكوماتنا ومجالسنا النيابية المتتالية، وقف سيل الكذب الإعلاني والدجل والخداع التجاري والعسل المطعم بالكورتيزون، وجبال الأطعمة الفاسدة، وفي الوقت نفسه لا تعجز هذه الجهات عن إقرار قوانين لحى العسكرين، وغير ذلك من غريب التشريعات خلال ايام قليلة، على الرغم من عدم الحاجة اليها لا اليوم ولا بعد ألف سنة. لا ادري متى سنستيقظ من سبات أهل الكهف، ومتى ستهزنا أوضاع المنطقة وتعيد الينا رشدنا؟