مؤامرة سعد
أخبرني صديق عاش أحداث مصر الأخيرة أنه على ثقة تامة بأن اميركا كانت، ولا تزال، تقف وراء ثورة شباب 25 يناير في مصر، وان القيادة العسكرية الحالية تدين لأميركا بالولاء.
وأورد الصديق مجموعة مؤشرات قال انها تبين صحة حدسه، فالرجل الثاني في قيادة مصر كان في اميركا ساعة وقوع الاضطرابات، كما ان وائل غنيم كان في دبي ساعة وقوعها وعاد لمصر سرا ثم تم «خطفه او اعتقاله» سرا، ولم يعرف احد مكانه خلال 11 يوما، ويعرف عنه ولاؤه لأميركا، وانه ماسوني وزوجته أميركية! فقلت له ان كان الأمر بهذه السهولة فلماذا لم تقم اميركا بالاجراء ذاته في افغانستان والعراق مثلا، وقبلهما في بنما، وبعدهما في ايران وكل الدول الدكتاتورية الاخرى في المنطقة وخارجها، بدلا من اللجوء لخيار التدخل العسكري المباشر وما سينتج عنه من خسائر هائلة في أرواح جنودها، اضافة الى خسارة تريليونات الدولارات في حروب عبثية، او حتى صليبية؟ فرد قائلا ان حربي أفغانستان والعراق كانتا بدافع من المؤسسة العسكرية، المسيرة من شركات انتاج الاسلحة، التي رأت ان من مصلحتها مشاركة قوات اميركية في تلك الحروب لتحقق من ورائها الكثير، فقلت له: ولماذا لم تدفع المؤسسة نفسها وشركات صناعة الأسلحة نفسها الادارة الاميركية لاتباع الاسلوب ذاته في مصر؟ وما الذي يجعل هذه الاخيرة غير العراق مثلا؟ فسكت صديقي ولم يجب، ولا يعني ذلك ان وجهة نظري كانت أكثر صحة، فلا احد، في محيطي على الاقل، بامكانه ادعاء امتلاك الحقيقة، وعندما تصبح الحقيقة غائبة يصبح الميل اكبر الى تفسير الامور من خلال نظرية المؤامرة! وان كان قلب نظام حكم استمر اكثر من ثلاثين عاما لا يحتاج إلا لبعض التعليمات الاميركية، الهاتفية والكتابية، فإن معنى ذلك ان جميع مشاكل العالم يمكن ان تنتهي خلال ستة اشهر على الطريقة السحرية الاميركية.