يستاهلون أهل الكويت!
يقول المفكر الأميركي أفرام تشومسكي «إن وسائل الإعلام العالمية تسعى إلى تشجيع الشعوب على استحسان الرداءة».
***
تتراكم لدى الحكومة منذ عقود فواتير استهلاك كهرباء وماء واتصالات مستحقة على بعض المواطنين تبلغ المليار دولار! وفي محاولة للمزايدة على المطالب النيابية أرسلت الحكومة اشارات تبين استعدادها لمناقشة امر اسقاطها، وفي تعليق للشيخ احمد الفهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، قال ان قرار اسقاط الديون سيعرض على الحكومة وان «أهل الكويت» يستاهلون كل خير!
ونحن إذ نشكر الشيخ احمد مقدما على هذا الكرم والتدليل اللذين لم تنلهما امة في التاريخ، نتساءل من دون براءة: لماذا هذا السعي المحموم لمكافأة المتخلف عن السداد والمتهرب من واجبه كمواطن ومعاقبة من دفع المستحق عليه من التزامات مالية للدولة؟ ولماذا يكون الخير دائما في دفع المال نقداً وليس في التربية والتعليم؟ وإن كان اهل الكويت يستحقون كل خير، فلماذا لم يتمثل ذلك في اداريين اكفاء؟ ولماذا لا يستاهل اهل الكويت بيئة نظيفة ومستشفيات حديثة ومدارس متقدمة، وتسريعاً لمعاملات المواطنين، ومخافر نظيفة وعدالة سريعة التنفيذ؟ ولماذا فقط يستاهل السراق المزيد من المال النقدي من اموال الشعب؟ ألا يستاهل اهل الكويت أن نعلمهم ولو لمرة واحدة، ان من حق الوطن عليهم، وعلى ابنائهم، ان يقوموا بسداد ما عليهم من ديون؟ الا يستحق اهل الديرة ان نبين لهم معنى الشرف في التعامل وأهمية كسب ثقة الآخر، وخلق بيئة يحترم فيها المدين دينه ولا ييأس الدائن من الحصول على حقه؟ ألا يستحق اهل الكويت احترام انسانيتهم وحفظ كرامتهم، من خلال عدم مكافأة المسيء، وحفظ اموال اجيالهم القادمة التي لا تعبأ فئة من المواطنين بها، إما بسبب الجهل أو عدم الثقة ببقاء الدولة بعد رحيلهم وابنائهم عنها؟
***
ملاحظة: سؤال لأي رجل دين مسلم: لو علمنا أنه يحرم قتل النفس العمد، فما هو حكم الشهيد التونسي «البوعزيزي» الذي أشعل بانتحاره، بقصد أو بغيره، شرارة ثورتين طالما اشتقنا لما يماثلهما روعة؟ هل سيكون مآله النار وبئس القرار؟ ام انه سؤال بلا جواب؟