التاريخ اليهودي الحديث

كتب الأميركي توماس تونون مقالا في دورية جامعة برنستون، في 9 مايو الماضي، تعلق بالمواقف الإنسانية والإيجابية للعالم الأميركي الجليل ألبيرت أينشتاين من إسرائيل، وتأسيس دولة يهودية، ورفضه عرض أن يصبح أول رئيس لها.

يبدأ تونون مقاله المعنون «رحلة يهودي» بتعليق مفاده أن ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، التقى العالم أينشتاين في جامعة برينستون، التي سبق أن درس فيها أينشتاين، وأصبح تاليا من أساتذتها، لإقناعه بأن يكون رئيسا لإسرائيل، لكن أينشتاين رفض العرض.

في خطاب ألقاه أينشتاين عام 1938، قال: أفضل أن أرى اتفاقاً معقولاً مع العرب على أساس العيش معاً في سلام بدلا من إنشاء دولة يهودية.

وفي اقتباس يعود تاريخه إلى أواخر عشرينيات القرن الماضي، قال أينشتاين: إذا لم نتمكن من إيجاد طريقة للتعاون والمعاهدات الصادقة مع العرب، فإننا لم نتعلم شيئا على الإطلاق خلال ألفي عام من المعاناة.

كما سبق لأينشتاين أن شارك في توقيع رسالة في 4 ديسمبر 1948 موجهة إلى صحيفة نيويورك تايمز، مع 28 عضوا بارزا آخر في المجتمع اليهودي الأميركي، مفادها أن «حزب الحرية» بقيادة مناحيم بيغن، هو حزب سياسي قريب جدا في تنظيمه وأساليبه وفلسفته السياسية وجاذبيته الاجتماعية للأحزاب النازية والفاشية.

وفي إشارة إلى المذبحة التي ارتكبها اليهود ضد العرب في قرية دير ياسين، ورد في الرسالة بأن الإرهابيين [اليهود]، بعيدا عن الخجل من فعلتهم، كانوا فخورين بهذه المجزرة، ونشروها على نطاق واسع. وأن حادثة دير ياسين تجسد شخصية وأفعال حزب الحرية، الذي يرأسه بيغين.

وفي وصف إضافي لحزب الحرية، وصف الحزب بأنه يتضمن خليطا من القومية المتطرفة والتصوف الديني والتفوق العنصري، وأنه يحمل طابعا لا لبس فيه لحزب فاشي يستهدف الإرهاب ضد اليهود والعرب والبريطانيين على حد سواء، وأنه اتبع التضليل وسيلة.

وانتهت رسالة أينشتاين ورفاقه إلى القول بأنه على أميركا أن تدير ظهرها لبيغن وألا تدعم «هذا المظهر الأخير للفاشية».

وسبق لأينشتاين، وقبل عشر سنوات من تلك الرسالة، أن أعلن في فندق كومودور بنيويورك أن وجود دولة يهودية ذات حدود وجيش لحماية تلك الحدود يتعارض مع «الطبيعة الأساسية لليهودية».

كما قال في عام 1946 للجنة التحقيق الأنجلو- أميركية بشأن القضية الفلسطينية: لا أستطيع أن أفهم سبب الحاجة إلى دولة يهودية أعتقد أنه أمر سيئ.

وهناك الكثير من الاقتباسات عن أينشتاين في كتاب فريد جيروم، التي تبين حقيقة أفكاره الاستفزازية حول الشرق الأوسط، وموقفه الإيجابي من الصراع.
* * *
يبدو من خلال الأحداث الجارية في إسرائيل، أن طبيعة حكومتها لم تتغير كثيراً منذ زمن أينشتاين. وسبب ذلك أن الصهيونية، باعتبارها كيانا سياسيا، هي شكل من أشكال الفاشية، ولا يمكن لأي حزب سياسي في إسرائيل أن يكون ديموقراطياً حقا إذا كان يعزز المثل الصهيونية.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top