زواج فيغارو.. أبو مشاري

«زواج فيغارو» هو اسم لواحد من اهم اعمال الاوبرا العالمية للفنان الخالد اماديوس موزارت.
عندما تزوج صديقنا ابو مشاري اختار وشريكة حياته، ولأسباب عدة، ان يكون زواجهما هادئا ومقتصرا على القلة. وبعد مرور 25 عاما قرر الاحتفال باليوبيل الفضي، واقامة حفل زواج كبير يعوض شريكة حياته ما فاتها من فرح في حينه. وهكذا دعا جمعا كبيرا من اصدقائه للالتقاء به في منتجع قريب من العاصمة الهندية نيودلهي لمشاركته في الاحتفال بزواجه للمرة الثانية من ام مشاري!
كنا من بين المدعوين، وكانت المفاجأة فوق توقع كثيرين، فقد عشنا ثلاثة ايام بلياليها في بهجة تشبه ما كنا نشاهده في الافلام الهندية عن حياة المهراجات، فقد كان هناك سحرة وقرود وتدليك وقارئ حظ وفيلة وخدم وحشم واطعمة هندية من كل نوع وهودج وزهور وطقس جميل وجو بهيج يمتلئ بعبق حضارة شبه القارة الهندية الغني الذي ملأ ارجاء المكان الرحب، وساعد بسهولة اختلاط ثقافات الضيوف المتنوعة، فأصبحت الكويتية صديقة للهندية، والاميركي يرقص مع الفلسطيني، واللبنانية والعمانية تتعرفان على اليونانية والكندية، والسورية واليابانية تتضاحكان من القلب مع البريطانية، واختفت الفروق الدينية والمذهبية واللغوية، واصبح الجميع كتلة واحدة تنشد السلام والفرح وتتمنى الخير «للعروسين».
ولجعل الفرح مميزا اكثر طلب الداعي من الجميع الالتزام بأمور بسيطة، حيث كانت الليلة الاولى كويتية الطابع، وكان على الرجال فيها ارتداء الدشداشة وفوقها وزار خليجي وغطاء رأس «جريمبه». اما النساء فكان عليهن ارتداء الدراعة الكويتية. واحيا السهرة المطرب المبدع اسماعيل كرم، الذي سحبها لساعات الصباح الاولى.
اما الليلة الثانية فقد كانت هندية بفولكلورها، حيث حضر الرجال بملابسهم الراجستانية، والنساء بالساري الهندي. واحيا الليلة أكبر خان بفرقته الهندية الشهيرة، وهنا ايضا امتد السهر والفرح لساعات الصباح الاولى.
الليلة الثالثة كانت شيئا آخر، فهي ليلة الزفاف، او الدزة، حيث حضر الرجال مرتدين اطقم الشرواني المغولية الطابع، وتغطي رؤوسهم لفات التوربان الهندية الشهيرة. اما النساء فقد ارتدين جميعا اجمل ألبسة الساري المزركشة، وبدأت «الدزة» على الطريقة الهندية بفيل ضخم حمل العريس وسار به الموكب المتعدد الالوان يتقدمه الرجال والنساء وصبايا الحفل ليلتقي في الجانب الآخر من قصر الحفل بالعروس، والتي نقلت إليه بهودج عظيم يحمله ستة رجال اشداء! وهنا القيت خطب قصيرة ونثر الورد الجميل على العروسين ليتجها بعدها لمنصة عقد القران التي اجريت على الطريقة الهندوسية اولا ثم الاسلامية تاليا، وما ان انتهت الشكليات الرسمية حتى بدأ الحفل الذي احيته فرقة اناندي الهندية والـ«دي جي» الكويتي، ولتمتد حتى ما بعد الرابعة صباحا!
حفل زواج جميل وحضور انساني متنوع اجمل وكرم وتنظيم اكثر جمالا أنستنا كثيرا من «مغثات» الوطن، فالشكر لأم وأبو مشاري.

الارشيف

Back to Top