العودة للمقبرة.. وللمسيو جورج عطية

بعد يوم من نشر المقال، تلقيت رسالة من أحد أقرباء الراحل، بيّن فيها أن الفوضى التي انتقدتها لحظة تقديم العزاء تبدو بسيطة مقارنة بما يحدث غالباً في المسجد، خلال فترة الصلاة على جثامين المتوفين. ويقول في رسالته إنه لاحظ، في أكثر من مناسبة، أن الجثامين توضع في أماكن قريبة جداً من الأماكن المخصصة للأحذية، مما يمثل إهانة للموتى. كما اشتكى من إطالة الإمام لوقت الصلاة، وأن أكثر من شخص، في ذلك اليوم، اشتكى من الإطالة غير المبررة، خصوصاً في حالة وجود عدد من المتوفين، والآلاف الذين ينتظرون خارج المسجد لتقديم واجب العزاء، خصوصاً عندما يكون الطقس بارداً أو مغبراً أو حاراً.

كما اشتكى بحرقة من الوضع فور انتهاء الصلاة على المتوفين، فلا أحد يعرف كيف يمكن الالتزام بنظام الخروج بالمركبة من المكان، فلا مواقف ولا مخارج ولا مداخل منظمة، بل فوضى عارمة وغضب وتأخير، والكل يريد الوصول لـ«الشبرة» أو مكان تقديم العزاء قبل غيره، ولا توجد غير بوابة واحدة للجميع!

نتمنى على الوزير الشعلة، بصفته وزيراً للبلدية، القيام بمعالجة هذه المشكلة، فمهمة تثقيف وتعليم الناس مسألة طويلة!

انتقدت في مقال سابق، تعلّق موضوعه برثاء الزميل الراحل ناجي الزيد، غياب النظام في المقبرة، خلال تقديم واجب العزاء، نتيجة قيام البعض بتجاوز «آداب الوقوف في الطابور»، والتصرف بطريقة أبعد ما تكون عن التحضر، بالرغم من عشرات اللافتات التي تطلب من المعزين الالتزام بالدور وعدم تجاوز غيرهم.
* * *
كما كتبنا قبل أيام عن النصيحة، التي قدمها السيد عبدالله النفيسي، لمقدم برنامج الصندوق الأسود، الأخ عمار تقي، لزيارة مكتبة الكونغرس الأميركي، ومقابلة المسيو «جورج عطية»، وبينّا، بعد البحث، أن لا وجود في مكتبة الكونغرس للمسيو عطية، وعدم صحة ما قاله النفيسي بوجود خطة إسرائيلية لاحتلال الدول الخليجية، سواء من الناحية الفعلية أو المنطقية، بل وجدت فقط دراسة وضعها الكونغرس الأميركي تتعلق بهذا الموضوع.

بعد نشر المقال وردتني رسالة رقيقة من الصديقة والقارئة، السيدة فريال الفريح، بينت فيها أنها، وزوجها الراحل عبدالله النيباري، كانا على علاقة طيبة مع المسيو جورج، الذي كان شخصية دمثة الخلق، وكريمة، وأنه كان خبيراً وعلماً من أعلام المكتبات، وكان له دور مؤثر في زيادة الكتب والمراجع العربية في قسم الشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس العظيمة.

بالبحث في الإنترنت وجدت أن جورج عطية ولد في لبنان عام 1923، ودرس فيها، قبل أن يهاجر للولايات المتحدة، حيث حصل على الدكتوراه في تاريخ الفلسفة من جامعة شيكاغو في 1954. وفي 1967 ترأس قسم الشرق الأدنى في مكتبة الكونغرس، وارتفع عدد المراجع العربية في وقته من 15 ألفاً إلى ربع مليون مرجع، وأنه توفي في أبريل 2008، ولهذا السبب، غالباً، لم أجد اسمه في الكونغرس خلال بحثي عنه.

من حظ الأخ عمار أنه لم يستمع لنصيحة عبدالله النفيسي بزيارة «المسيو عطية»، الذي توفي قبل 16 عاماً!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top