جرائم الإخوان ومقترح المطر
سيطر حزب الإخوان المسلمين في الكويت على مقدرات كثيرة في الدولة، وكان الأخطر والأهم هو قطاع التعليم، فمن خلاله امتلك قلوب وعقول غالبية الطلبة والطالبات، من الابتدائي وحتى الجامعي، ومكّنه ذلك من مد سيطرته، من خلال من تربوا على «مبادئه»، لبقية قطاعات الدولة من وزارات وجمعيات خيرية ومهنية وطلابية وتعاونية ومالية، حتى التعليم في القطاع الخاص لم يسلم من شره.
تسببت سيطرة الإخوان في إضعاف هياكل الدولة وانتشار الفساد وخراب الذمم فيها، وشيوع الغش في المدارس، والحكومية بالذات. كما لم يتردد في استنزاف الأموال العامة والخاصة، من خلال مؤسساته الدينية، وعلى مدى 70 عاماً، لكن الضرر المادي، على ضخامته، لا يقارن بما أصاب النظام التعليمي من إفساد وتخريب.
من مظاهر سوء التعليم العدد الهائل الذي يسعى للحصول على الشهادة الجامعية، وفي أي تخصص كان، حتى لو كان هامشياً وغير مطلوب، ويوجد حالياً الآلاف من حملة الشهادات الجامعية غير المرغوبة، وكان الراتب الحكومي والوضع الاجتماعي الدافع وراء الحصول عليها، سواء كانت «زقازيقية» أو «أمازيغية»، مع الاحترام للجهتين!
* * *
تقدم النائب الفلتة حمد المطر بطلب إنشاء صندوق باسم «طالب العلم»، بمبلغ 200 مليون دينار، يخصص رصيده لتغطية تكاليف الدراسات العليا للطلبة الذين رفضت قبولهم كلُّ الجامعات والمعاهد المهنية، داخل الكويت وخارجها!
بسؤال النائب عن حيثيات مقترحه قال إن مهمة الصندوق تكمن في منح قروض حسنة، أي من دون فوائد، للطلاب الذين لم يحصلوا على معدلات كافية تمكنهم من الحصول على بعثة خارجية، لكنهم يرغبون في الدراسة في الجامعات الأوروبية والأميركية، والحصول، ليس فقط على شهادات بكالوريوس، بل والماجستير والدكتوراة... فيا ويل ويلاه!!
وقال إن الطالب سيقوم، بعد تخرجه المبارك – إن حصل – بتسديد ما صُرف عليه بعد سنتين من تخرجه!! وغالباً سيتقدم النائب نفسه، أو غيره، حينها باقتراح نيابي يطلب فيه إسقاط أقساط تلك القروض من على كاهل «طلبتنا النجباء»! ولم يخبرنا النائب عن مصير المبالغ التي ستُصرف، وستكون حتماً بمئات ملايين الدنانير، إن أخفقت الغالبية في العودة بشهادات معتمدة، أو غير معترف بها، لا تسمح لهم بالعمل، وهذا سيجعلهم عاجزين عن سداد عشرات آلاف الدنانير التي تراكمت عليهم؟!
لا شك أن اختيار النائب لمبلغ 200 مليون دينار، رصيداً للصندوق، جاء عشوائياً، دون سند ولا دراسة. كما أنه من المضحك قيام النائب باقتراح ابتعاث طلبة للدراسة في الخارج، وجميع مراكز التعليم الجامعي، داخلياً وخارجياً، أقرت بأنهم لا يمتلكون ما يكفي من مؤهلات كافية لمثل تلك المهمة، فما الجدوى من ابتعاثهم، غير كسب أصوات أهاليهم؟!
غريبٌ هذا الإصرار على جعل الكويت شعباً من حملة الشهادات الجامعية، وهو أمر غير موجود في أي مجتمع. خاصة أن سوق العمل، في الكويت بالذات، بحاجة لخريجي الثانوية أكثر من حاجته لخريجي مواد غير مطلوبة. وما على هؤلاء الشباب غير القبول بوضعهم، والانخراط في أي عمل مناسب، فالحاجة كبيرة لأمثالهم في كل قطاع!
* * *
من مشاكل التعليم المشرَّبة بأفكار الإخوان، أن حفيدي البالغ من العمر 6 سنوات، جاء شاكياً باكياً من الصعوبة التي يواجهها، وهو في هذا العمر الغض، في حفظ آيات قرآنية، وحتى أحاديث نبوية، بلغة صعبة!!
* * *
عودة الإخوان، بقوة، في الوزارة الجديدة، يعني: «لا طبنا ولا غدا الشر»!!
أحمد الصراف