المزوِّر.. حامل المسابيح
تخلت الحكومة، بعد أحداث الربيع العربي، عن الإخوان، وقربت مناوئيهم من السلف. لكن جهة ما كشفت تورط بعض قيادات السلف وكوادرهم بشراء مؤهلات علمية لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه، وما دفعهم لارتكاب هذا الجرم الخطير هو الرغبة في تغطية شعورهم بالنقص، وادعاء حمل شهادات علمية عالية، هي في الحقيقة مسروقة أو صادرة من جامعات وهمية، وفي أفضل الأحوال غير معترف بها.
* * *
يقول الزميل بدر البحر، في مقاله الأخير في الجريدة، بأن فعلتهم تلك شكلت جريمة لا يقدم عليها مواطن، ولا مواطنة متبرجة تلبس «مايوهاً»، وتُعد عاصية، من وجهة نظرهم، فهذه قد تدفعها الفطرة السليمة للتوبة لاحقا، بينما بعض أفراد هذه الأحزاب الذين يدوس كل منهم على لحيته لطول خصال شعرها، لا يتوانى عن ارتكاب هذا الجرم!
ويستطرد الزميل بأنه قام، من خلال جمعية الدفاع عن جودة التعليم، التي يترأسها، بمواجهة هؤلاء، وتقديم البلاغات للنيابة فيهم، وإرسال إنذارات على يد محضر للوزراء المعنيين، وأنهم نجحوا في إجبارهم على خلع مسمياتهم المزورة، والتخلي قسرا عن ألقابهم، خاصة بعد إقرار القانون الذي تقدمت به الجمعية للحكومة وللمجلس، المتعلق بحظر استخدام الشهادات العلمية غير المعادلة!
ويضيف، بتصرف، بأن المهزلة وصلت ببعض الدعاة من حملة شهادة الدراسة «المتوسطة» للذروة، بادعاء حصولهم على شهادات دكتوراه، ودارت عجلة إقامة الحفلات لهم، وكان أولها في بداية 2011، حيث قاموا بتكريم انفسهم على ما حققوه من إنجازات، وشارك الكثيرون في مباركتهم على ذلك، وأصبحوا يتصدرون المجالس ويقدمون الدروس الدعوية، ويخاطبون بلقب دكتور، وأحد أشهر هؤلاء كويتي من حملة المسابيح الطويلة، والآخر وافد، اشتهر عنه تغيير اسمه الأخير، علما بأن الجهة التي باعت لهما، وعلى آلاف غيرهم، شهادات الدكتوراه، صدرت بحقهم أحكام بالسجن في أمريكا. ويذكر أن هذين الشخصين، بالذات، وقبل انكشاف أمرهما، كانا من الشخصيات المؤثرة في الانتخابات، ونجحا في الضحك على ذقون مسؤولين وغيرهم، واستمر فسادهما ونفوذهما لسنوات، توغلا خلالها في مختلف الجهات الحكومية، كما تم تعيين أحدهما، من قبل مجلس الوزراء، رئيسا للجنة مهمة، وعضوا في لجنة أخرى، علما بأن شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه التي لديه مزورة، وجمعية الدفاع عن جودة التعليم تمتلك جميع المستندات الدالة على ذلك، وما على رئيس الوزراء غير مراجعة تاريخ وزرائه، وسيعرف الدور المخرب لبعض هؤلاء. فأحد من ساهم في إعطاء مزوري الشهادات أهمية لا يستحقها، هو الآن وزير في الحكومة!
* * *
من جانب آخر، صرح الأخ خالد السلطان، الرئيس السابق لجمعية إحياء التراث، أو السلف، قائلا: «الإخوان (المسلمين) هم أفضل تنظيم فاعل إسلامي، وغالبية الآخرين تحت عباءة الحكومة أو مخترقون أو دراويش (وغالبا يقصد السلف) وهؤلاء لا يركن إليهم التعامل مع قضايا الإسلام الكبرى، كتحرير فلسطين من الصهاينة،... وإن الإخوان حققوا هزيمة الكيان...»!
أحمد الصراف