رسالة شلومو بن عامي.. وتغريدة مزراحي
يعتبر شلومو بن عامي shlomo ben - ami أحد أقوى مناصري الحق الفلسطيني، وهو أستاذ (إسرائيلي)، وعضو سابق في حزب العمال، ونائب في الكنيست، وكان وزيرا للأمن الداخلي، وتاليا وزيرا للخارجية، وهو من أصل مغربي، من مواليد 1943، وهاجر لفلسطين في 1956، وهو مؤرخ ودبلوماسي كبير، وله العديد من المحاضرات المناصرة للحق الفلسطيني، ويعتبر، مع مجموعة جيدة أخرى، ممثلا لـ«الضمير اليهودي الحي»، في محيط أصبح نتانياهو يقوده إما لمزيد من سفك الدماء، أو الخراب.
كتب شلومو بن عامي رسالة في «هآرتس» في 2–4–2024، وجهها لعموم (الإسرائيليين)، قال فيها:
أكتب بوصفي يهوديًا سفارديميًا (إسرائيليًا) عن الإبادة الجماعية التي رأيتها، مع فظائع ومذابح لا حصر لها. لكن ما حدث في مستشفى الشفاء يستحق دراسة ودورة جامعية وصفحة ويكيبيديا خاصة به. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً مثل ذلك، وفي أي وقت مضى. لا أعتقد أن «داعش» قد حققت أي شيء من هذا القبيل. يبدو هذا وكأنه عمل فرق الموت التي تتعاطى المخدرات في عربدة طويلة من القتل، مسلحة بأسلحة القرن الحادي والعشرين.
إنه أمر جنوني لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نفهم ما يعنيه بعد، وسوف يستغرق الأمر منا سنوات لفهم تلك الحلقة بالذات من الإبادة الجماعية. ليس لدي أي فكرة عما قامت به أو فعلته (إسرائيل) بجنودها لإعدادهم لهذا الأمر، لكن لا يبدو أن من الممكن أن يقدم البشر العاديون، حتى الأكثر كراهية للآخرين، على القيام بتلك الأفعال، التي استمرت لثلاثة أسابيع. أنا في حيرة، وبحاجة للحصول على تفسير.
حتى في سياق الفساد المطلق الذي شهدناه، تبرز هذه الأفعال على أنها وحشية وشريرة للغاية.
يا إلهي، كيف غرقنا إلى هذا الحد.
(إسرائيل) تتوسل للإنسانية أن توقفها، لكن لا أحد يستمع!!
* * *
من جانب آخر، قام «ألون مزراحي»، وهو لاعب كرة قدم محترف، سابق، بكتابة النص التالي على حسابه على منصة (x):
ما أصبح أكثر وضوحاً في هذه اللحظة الفريدة هو أن «حماس»، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تهزم (إسرائيل) فحسب، بل الغرب برمته، قد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام. لقد تمكنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها للعقلية (الإسرائيلية)، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية، فكسبت قلوب الملايين للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
وحتى الآن، وبعد أكثر من 180 يوما، لم يتم تدميرها أو تفكيكها، لقد احتفظت تقريبًا بكل أسير أسرته قبل 6 أشهر، ولم تستسلم لأي ضغوط، ضمن قطاع صغير محاصر ويقصف يوميا.
سيحكم التاريخ على الأشهر الستة الماضية باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية التي لا تصدق في التاريخ العسكري كله، وهذا أبعد من أن يسبر غوره.
ومن خلال شن هذه الحرب بهذه الطريقة، ومن دون التفكير أو الشعور، جعلت (إسرائيل) من «حماس» أسطورة المقاومة التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور. فلم يصدق أحد أنهم قادرون على تحقيق ذلك، لكنهم فعلوا، وغيروا التاريخ إلى الأبد. لن تعود قضية فلسطين إلى النسيان مرة أخرى، وهذا فوز «حماس» الحقيقي.
* * *
أتمنى على الفلسطينيين حفظ هذين الاسمين، والعشرات من أمثالهما، الذين وقفوا مع حق العودة.
أحمد الصراف