عامر الهنيدي والتطبيع
يقام اليوم (الأربعاء) على منصة الفن المعاصر (cap) في مجمع ديزاين سنتر، مقابل مبنى الجوازات، معرض فني بالتعاون مع السفارة القبرصية، يلقي الضوء على المشتركات بين جزيرتي فيلكا وشبيهتها في قبرص. وسيشارك في المعرض ثلاثة فنانين كويتيين معروفين، إضافة إلى الفنانة العالمية كليتسا أنطونيو، الأستاذة المشاركة في قسم الفنون والتصميم في معهد فريدريك للتكنولوجيا، التي لها معارض فنية عدة في شنغهاي ولندن وملبورن ودول أوروبية وغيرها. كما أنها حاصلة على العديد من الجوائز والمنح الدراسية بما في ذلك جائزة فولبرايت، وتحمل شهادة دكتوراه في الفن من نيويورك.
شاركت كليتسا في معارض في الأراضي المحتلة، وآخر تلك المشاركات يعود لسنوات عدة مضت، وقد أثارت تلك المشاركة جهة تطلق على نفسها «كويتيون ضد التطبيع»، حيث غردوا مستنكرين قيام أصحاب المنصة بدعوتها، وأن ذلك عمل غير مشرِّف، علماً بأن المنصة يمتلكها رجل الأعمال المعروف عامر الهنيدي!
كلام المغردين مجحف بحق الأطراف كافة، وتطرف غير مقبول، يشبه إطلاق الإنسان النار على قدميه، فمواقف هذه الفنانة من قضايانا جيدة ومعروفة، ومن الجميل كسبها لصفنا، مع ضرورة تخفيف كل هذا العداء، الوهمي غالباً، للآخر، دون النظر لسيرته وأعماله ومكانته. ولا حاجة لتذكير «كويتيون ضد التطبيع» بمن هم المطبعون الحقيقيون!
* * *
يعتبر عامر الهنيدي شخصية مميزة بمقاييس عدة. فهو رجل أعمال ناجح، ويلتزم الأصول في عمله، وله هوايات جميلة منها حبه لمختلف الفنون، وبالذات للرسم وللمنحوتات، بأي شكل ومادة جاءت، ويمكن ملاحظة شغفه عند زيارة أي من أنشطته التجارية، حيث ستجد ممراتها مزدانة بقطع فنية جميلة وراقية، وضعها على حسابه الخاص لكي يستمتع بها زوار أو مرتادو المكان.
يبذل عامر بشكل مستمر الوقت والمال، وطوال العام، في عرض أعمال مختلف الفنانيين، كويتيين وفلسطينيين وعرب، وأجانب، محليين وعالميين، في صالات العرض الكبيرة التي يمتلكها، دون مقابل، وقد استضافت تلك الصالات خلال العامين الماضيين عشرات المعارض الجميلة والمهمة، وكانت في غالبيتها عن فلسطين.
بسبب خلفية عامر السياسية، والتزامه قضية أمته، فإنه يعطي القضية الفلسطينية أهمية قصوى في حياته، ويبذل الكثير من أجلها، وله مبادرات كريمة في أكثر من مجال، وكنت شاهداً على عدد منها، ولا يبخل في العطاء لأي نشاط خيري أو اجتماعي، أو حتى سياسي داخلي. وقد أسهمت أنشطته الخيرية والاجتماعية، من خلال استضافته لمختلف الفعاليات، في رفع سمعة الكويت، خاصة بين رجال ونساء السلك الدبلوماسي، ومن ضمنها المعرض القبصي الحالي.
أكتب عن عامر ليس دفاعاً عنه، بل لأبين حقيقة الجهود الجميلة التي يبذلها في خدمة الكويت وفلسطين، بعيداً عن أي مكسب شخصي أو ربح مادي.
أخيراً، نتمنى من الإخوة والأخوات في «كويتيون ضد التطبيع» تقدير الوضع، خاصة أن إقامة المعرض تهدف لرفع اسم الكويت في مختلف المحافل، ولا تضر القضية الفلسطينية، بل تصب في مصلحتها.
أحمد الصراف