دعونا نتمنَّ..!

ما سنتمناه ليس بالمستحيل ولا صعب التحقيق، وفترة السنوات الأربع المقبلة أكثر من كافية لتحقيقها، فجميعها أمنيات غالية على قلب كل مواطن ومواطنة يعشقون وطنهم، ولديهم قدر كاف من الفهم. ورجل الدولة هو الذي يفكر في مستقبل الاجيال المقبلة، ورجل السياسة هو الذي يفكر في الانتخابات المقبلة!!
* * *

أتمنى أن تستمر الحريات، ضمن القانون، فالجميع بحاجة لمعرفة مختلف الآراء في المجتمع.

نتمنى أن نرى دولة قوية، كعهدها دائمًا، بتماسك أهلها، وتمسكها بقيادتها، وتعاون الطرفين لما فيه خير هذا الوطن الجميل.

نتمنى القضاء على كل بؤر التطرف، المذهبي والقبلي، فقد كانت دائما المصدر الذي نهل منه المتخلف والمتشدد أفكاره.

نتمنى أن نرى تدقيقا شاملا لأكبر قدر من ملفات المزورين والمزدوجين، وأن نشعر حقيقة بأننا نعيش في دولة يستحق الجميع الانتماء لها.

نتمنى تطوير التعليم، بحيث يتم من خلاله خلق جيل يؤمن بالوطن وليس بالقبيلة ولا بالطائفة، يؤمن بعلم واحد وسلام وطني واحد وانتماء حقيقي واحد.

نتمنى ملء الشواغر الإدارية، من خلال اتباع اختبارات الكفاءة والشروط المعتمدة لدى ديوان الخدمة المدنية، وأن يتزامن ذلك مع إطلاق عجلة المشاريع الإنمائية والإنشائية. وإقرار القرض الجامبو، أو تسييل استثمارات الدولة، لتمويل العجز في الموازنة العامة.

نتمنى التوسع في الحريات الاجتماعية، وفتح البلاد، وتقليل التشدد غير المجدي والسماح بالاستمتاع بثقافة الآخر، وإبداعاته. فجميعها موجودة ومتوافرة ويراها المواطن ويستخدمها، وهي في متناول يده في كل مكان... إلا في وطنه، وهذا أمر مضحك!

نتمنى التقليل من الغلو الديني، والجرعة الدينية في وسائل الإعلام، فكل تطرف يقابله تطرف آخر مساو له في القوة وفي السوء!

نتمنى عدم السماح لمتطرفي المذاهب والأديان من الظهور على وسائل الإعلام، حتى الخارجي منها، إن كانت تتضمن إساءة للوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.

نتمنى إعطاء الوطن أهمية أعلى من الطائفة وأعلى من الانتماء الأسري أو القبلي، وأن يأتي على رأس أولوياتنا تمسكنا بقيادتنا، فهم رمز وحدتنا. فخلال الاحتلال البغيض كان الوطن هو الذي افتقدناه، وهو الذي كان يحمينا، وهو الذي كنا نحلم بالعودة له، وكان هدف العدو، في أول ساعات الغزو، القضاء على الرمز، لينجح في كسر ظهورنا، فالوطن والرمز هما اللذان حميا وسيحميان ويحفظان كرامتنا، وليست الأمور الأخرى، فالدين والمذهب والانتماء القبلي والأسري يبقيان معنا حتى الممات، ويذهبان أينما ذهبنا.

نتمنى الانتهاء كليا من مشكلة المزورين والمزدوجين، ووضع حل نهائي لقضايا المقيمين بصورة غير قانونية.

نتمنى مراجعة الفروقات الضخمة في رواتب موظفي الدولة، ومراجعة الدعوم، وترشيد الإنفاق، وإعادة النظر في أسعار الماء والكهرباء.

نتمنى أن نرى انصهارا وطنيا أكبر، وقضاءً تاما على كل مظاهر التطرف، بكل أشكاله، خاصة غير الوطنية منها، فقد أهلكتنا التفرقة، وأتعبنا التشرذم، وهدّت الاستقطابات حيلنا.

نتمنى منع الجمعيات الخيرية قاطبة من القيام بأية نشاطات خارجية، فهذه من بؤر الفساد العظيمة، وحصر موضوع المساعدات الإنسانية في جهات غير مسيسة دينيا، كالهلال الأحمر، وأية وكالات إغاثة، تؤسس تاليا.

نتمنى رؤية مظاهر وإجراءات أمن أشد، في حدود القانون، ودون تعد على حريات الناس، من خلال تركيز الجهود ضد المخربين والإرهابيين، وضد سارقي الأموال العامة، سواء كانت ثروة سمكية أو كابلات، أو تيار كهربائي أو مياه أو أغطية المناهيل، وغيرها من جرائم الاتجار بالبشر.

نتمنى منع الأحزاب الدينية من العمل، وأن يكون الولاء للوطن ولدستور الدولة والأمير، وليس لرموز دينية أو حزبية خارجية.

نتمنى في النهاية أن نحصل على دستور عصري يشدد على الحريات وعلى الدولة المدنية، فلا خيار لنا بغير ذلك، وتجارب الأمم البعيدة والقريبة شاهدة أمامنا.

وقبل كل ذلك، نتمنى أن يطول العمر بالقيادة، لتتمكن من القيام بكل الإصلاحات التي تنشدها، والتي يتمنى الجميع رؤيتها على أرض الواقع.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top