بوبيان ونورة والمدير العام

من أفضل الأمثلة التي استعين بها عند الحديث عما يعنيه «المدير العام»، ومن في حكمه، من أهمية، في أية إدارة سياسية او اقتصادية أو أيا كانت، والتي أكررها كثيرا، مثال لي كون يو مع سنغافورة، وحمد الجوعان و«مؤسسة التأمينات الاجتماعية»، ومصر مع فندقي الشيراتون والهيلتون!
فقد حقق لي، وغيره من القادة المميزين، معجزة سياسية وهندسية واجتماعية واقتصادية في سنغافورة من لا شيء تقريبا. وسبقه الكثيرون واقتدى به الأكثر.

كما كانت مؤسسة التأمينات، التي أسسها، من لا شيء، الراحل حمد الجوعان، مثالا على ما يمكن لمؤسسة (حكومية) أن تصبح عليه بجهود فرد واحد يمكن أن يخلق معجزة، منفردا، أو يطيح بالمؤسسة لقاع لا يمكن انتشالها منه.

وفي مصر كانت الدولة الاشتراكية، أيام ناصر، تمتلك فندقي الشيراتون والهيلتون، وكان الفندقان يتمتعان بالمزايا نفسها، العمالة والطعام والموقع، وحتى نسبة ضيوف الدولة، ومع ذلك كان الهيلتون يحقق خسائر سنوية كبيرة، بعكس الشيراتون الذي كان يحقق أرباحا كبيرة، والفضل للفرق الوحيد بين الفندقين، أن الشيراتون كان يدار من قبل متخصص فنادق لبناني، والآخر من ضابط في الجيش، أو شيء من هذا القبيل.
* * *
مناسبة هذا الحديث يتعلق بالنشاط الذي أبدته الحكومة، أخيرا، وبعد تأخير وتلكؤ طال كثيرا، فيما يتعلق بإنهاء أعمال بناء ميناء مبارك على جزيرة بوبيان، أكبر جزرنا، وثاني أكبر جزيرة في الخليج بعد جزيرة قشم، الإيرانية، وتبلغ مساحتها %5 من مساحة الدولة (890 كم) وترتبط بجسر مع اليابسة، و%60 منها مناطق محمية، طولها 42 كم وعرضها 25 كم، ونشأت بفضل الترسبات النهرية من شط العرب، وشط البصرة، ولا يزيد ارتفاع سطحها على 4 أمتار، وتكثر بها ظاهرة المستنقعات، وتعاني من مشكلة سوء الصرف الطبيعي، وظاهرة قرب مستوى الماء المالح من السطح، وتربتها عالية الملوحة، خاصة أن مياه الخليج تعتبر من الأعلى ملوحة في العالم.

وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليو وأغسطس، وتصل لأكثر من 50 درجة مئوية، وعندما تقترن بالرطوبة العالية تصبح مزعجة ولا تطاق من الكثيرين
* * *
هناك مشاريع مطروحة منذ 15 عاما لبناء ميناء إضافة لمطار ومدينة سكنية، ولكن كان العمل فيها بطيئا جدا، لكن تحرك، أخيرا، بالتزامن مع نية الإدارة الحكومية الجديدة في إنعاش المشروع، وتزامن ذلك مع مشرع إماراتي - قطري - عراقي - تركي، لبناء مشروع ضخم يربط الدول الأربع من خلال ميناء يبنى على الجانب العراقي من الخليج.

مشروع الميناء الكويتي يتكون من 3 مراحل، تضم الأولى بناء تسعة مراسي، ثم سبعة مراسي أخرى، والأخيرة ثمانية مراسي، ويمكن أن يصل العدد إلى 60 مرسى، وبناء جسور جديدة، وإقامة مدينة للصناعات الخفيفة لدعم الميناء، إضافة إلى بعض المباني الحكومية.

تشرف بوبيان على خور عبدالله، الذي يتحكم في الملاحة بين الخليج العربي وميناء أم قصر، الواقع على خور الزبير، وجميعها تقريبا تشكو من قلة عمق مياهها.

الخلاصة التي نود الوصول لها أن مشروعا بهذا الحجم، والذي سيؤكد، إلى الأبد، حقوقنا التاريخية، المعترف بها دوليا، على كل أراضينا، بحاجة لمن يدير هذا المشروع بكفاءة عالية. فوزيرة الاشغال الحالية تتمتع بمصداقية كبيرة ورغبة في ترك بصماتها على الوزارة، والمشروع سيكون بيد أمينة طالما بقيت في منصبها، لكن ماذا عن المستقبل؟

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top