الوايبو وأبوغزالة وسارة أبو رجيب

«الوايبو» هي منظمة الملكية الفكرية العالمية، إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في الحفاظ على مختلف أنواع الملكية الفكرية.

يعود تاريخ الوايبو لعام 1883، ثم جرى تطور جذري على أعمالها مع عام 1967، وأصبح مقرها الرئيسي في جنيف.

تهتم «الوايبو» بتعزيز ونشر وحماية أعمال الفكر الإنساني، من خلال التعاون الدولي، وتحفيز الابتكار، وتوفير الحماية للمصالح المعنوية والمادية للمبتكرين، وحصولهم على المنافع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الناتجة عن تلك الابتكارات.

حماية الملكية الفكرية عمل دولي وليس فردياً، ويتّسم بالأهمية القصوى والتشعب، وبحاجة مستمرة لدعم وتعاون كل دول العالم، حيث تتولى هذه المنظمة الإشراف على 24 معاهدة دولية، 16 منها حول الملكية الصناعية، و7 حول حقوق المؤلّف، إضافة إلى اتفاقية إنشائها. كما تحتفظ بسجلات براءات الاختراع والتسجيل الدولي للعلامات التجارية، وتشرف على أنظمة تصنيف الملكية الفكرية. وتقوم إدارتها بمهام التحكيم والوساطة وتسوية المنازعات بين الشركات والأفراد، بما في ذلك المنازعات المتنامية حول أسماء الحقول على الإنترنت. وتضم حالياً في عضويتها 183 دولة.
* * *
مناسبة الحديث عن الوايبو يتعلق أولاً بفوز الكويتية م. سارة أبو رجيب بأرفع جائزة من هذه المنظمة العالمية، لعام 2024، عن اختراعها المميز، الذي سنخصص له ولها مقالاً منفصلاً. والأمر الثاني لتوضيح خطأ كل ما سبق أن ورد على لسان السيد طلال أبو غزالة، في أكثر من مناسبة، وكان آخرها في جمعية المهندسين، بأن مؤسسة الملكية الفكرية التي تحمل اسمه، ستكون عام 2025 الأكبر «في الدنيا» في عالم الملكية الفكرية، ورقم واحد، وقائدة العالم في حماية الملكية الفكرية، وهي أكبر مما هو موجود لدى أمريكا والصين. وأنه يعمل الآن على مشروع لتغيير التعليم «في الدنيا» كلها. وأنه اشتغل في كل أشغال «الدنيا»، وقام بإعداد أول دراسة عن التغير المناخي «في التاريخ»، وأنه أكثر من وضع معايير الاتحاد الدولي لمكاتب المحاسبة، وغيرها، على «مستوى العالم».

بالبحث أكثر تبيّن أن «المجمع العربي للملكية الفكرية» تأسس بمبادرة من السيد طلال في ميونخ عام 1987، وحضر اجتماعه التأسيسي عدد من الهيئات الدولية، كمراقبين، وتم انتخاب أول مجلس إدارة من ممثلين عرب، وبوضعه الحالي لا يعني الكثير بوجود منظمة الملكية الفكرية العالمية، التابعة للأمم المتحدة، التي يعود تاريخها لما قبل 140عاماً!
* * *
يُطلق على أبوغزالة لقب الأب الروحي للمحاسبة العربية، وهذه، كما سبق أن ذكرنا في مقال سابق، تكفيه فخراً، ولم يكن بحاجة لأن يذهب بأفكاره بعيداً. ففي لقائه الأخير مع المقدمة رابعة الزيات، ذكر، رداً على سؤالها عن ثروته، بأنها أكثر غنى منه (!)، وأن قيمته، كاسم وكشخصية معنوية، قدّرت، من قبل «مؤسسات عالمية» (لم يذكر اسمها) بين 3 و5 مليارات دولار. وأن جهات أرادت الدخول معه في شركاته، فتم إبلاغها أن قيمته الشخصية والمعنوية في الشركة تبلغ 5 مليارات دولار، ومع هذا أقسم للمقدمة بأنه لا يملك دولاراً في البنك!

كما سبق أن أعلن السيد طلال في أواخر 2023 عن تبرع «جامعته الرقمية» بمليون منحة للحصول على الماجستير الرقمي، مخصصة للاجئين الفلسطينيين، وهي مبادرة جميلة يشكر عليها، لكن رقم «المليون»، المبالغ فيه كثيراً، أساء للفكرة برمتها، فعدد من تقدّم لنيل الماجستير، بعد 9 أشهر من الإعلان عنه، لم يبلغ الألف.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top