كارتر وأوباما وضياع الحقوق
لإسرائيل شاحاك (1933 - 2001)، الذي كان أستاذًا للكيمياء العضوية في الجامعة العبرية في القدس، وهو أحد الناجين من المحرقة، مقولة شهيرة نصها:
«.. النازيون أرعبوني بسبب يهوديتي، وحكام إسرائيل جعلوني أشعر بالخجل بسبب يهوديتي!».
* * *
ذكر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي بلغ المئة، إلا شهرين، التالي في مقابلة عام 2007، في ما يتعلق بحقيقة العلاقة غير العادية بين أمريكا وإسرائيل:
الأمريكيون لا يودون أن يعرفوا الحقيقة. ولا يود الإسرائيليون معرفة الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي تجري داخل فلسطين، وهي انتهاكات لا يمكن تخيل بشاعتها (هذا قبل 17 عاما من أحداث غزة). وأن هناك قوى سياسية نافذة داخل أمريكا تمنع أي تحليل موضوعي للصراع، ولا يوجد عضو كونغرس يستطيع أن يفكّر حتى بالتحدث علناً، ويطالب اسرائيل بالانسحاب إلى حدودها القانونية، أو أن يتحدّث عن المأساة الفلسطينية، أو يدعو للحوار، ومن يجرؤ فلن يفوز ثانية بمقعده.
إن هناك التزاماً أمريكياً بحق إسرائيل في الوجود، وأنا كمسيحي، لديّ حرص على أمن إسرائيل، يضاف لذلك النفوذ القوي لجماعات الضغط، التي تعمل في مجالها منذ عقود طويلة، وعلى حشد الدعم، في الحكومة والكونغرس والإعلام، لكل سياسات إسرائيل.
* * *
ومن جانب آخر، يقول عضو الكونغرس بيرني ساندرز إن نتانياهو يشكل خطراً على إسرائيل وعلى السلام، ويشكل خطراً عليه، كيهودي، وهو يرفض كل قراراته في ما يتعلق بالحرب في غزة.
ويقول العقيد م. دوغلاس ماك كيغور: دمرت حرب غزة حياة الملايين، وقتل الكثيرون، عرباً ويهوداً، وهذه ليست أرقاماً، بل إن أسراً تحطمت حياتها إلى الأبد، ولكن هناك سياسيين في واشنطن يفكرون الآن في شن حرب على إيران، فإذا كانت التكلفة البشرية في غزة، وضمن صراع محلي، بهذه التكلفة العالية، فماذا ستكون تكلفتها مع إيران؟
وقال إن من يدفع تكاليف حروب أمريكا، وسياساتها في الشرق الأوسط، هو المواطن العادي، وهو فوق ذلك وقود تلك الحروب العبثية. وعلى أمريكا التوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. فعليها ديون بلغت 35 تريليون دولار، ومن الصعب على أمريكا دخول حرب رئيسية، وهي بهذا الضعف المالي والعسكري، خاصة أنها تدفع 2.5 مليار دولار يومياً فوائد على ديونها للدول الأخرى.
وفي حديث يعود لعام 1980 لنتانياهو، يقول فيه، بكل صفاقة: «لدينا السيطرة على كامل أعضاء الكونغرس. ونمتلك اللوبي الصهيوني، ولدينا نفوذ على الرأي العام في أمريكا، وليس بإمكان حكومتها وقفنا عن فعل ما نريد».
وسبق أن صرح الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما بأنه ما كان ليصبح رئيساً لأمريكا لو أنه كان صادقاً مع فطرته أو غريزته الأساسية.
* * *
من كل ذلك نجد أن آلة الحرب الأمريكية، وقرارها الحالي شبه مجيّرين أو مرهونين لمصلحة إسرائيل، وهدف إسرائيل استغلال هذه الفرصة، التي ربما تكون الأخيرة، والتي لن تتكرر مستقبلاً، وتقضي على أية مقاومة فلسطينية مقبلة، ربما إلى الأبد. وهذا ما يرغب بعض الخونة بيننا في رؤيته، حيث رد على تساؤل سفير سابق بأن القنابل لا تسقط على القاهرة وعمّان، لأن لها اتفاقيات سلام مع إسرائيل!
* * *
نتقدّم إلى أسرة آل الصباح الكرام بخالص العزاء والمواساة، وليعظّم الله أجرهم برحيل العميد سمو الشيخ سالم العلي الصباح.
أحمد الصراف
«.. النازيون أرعبوني بسبب يهوديتي، وحكام إسرائيل جعلوني أشعر بالخجل بسبب يهوديتي!».
* * *
ذكر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي بلغ المئة، إلا شهرين، التالي في مقابلة عام 2007، في ما يتعلق بحقيقة العلاقة غير العادية بين أمريكا وإسرائيل:
الأمريكيون لا يودون أن يعرفوا الحقيقة. ولا يود الإسرائيليون معرفة الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي تجري داخل فلسطين، وهي انتهاكات لا يمكن تخيل بشاعتها (هذا قبل 17 عاما من أحداث غزة). وأن هناك قوى سياسية نافذة داخل أمريكا تمنع أي تحليل موضوعي للصراع، ولا يوجد عضو كونغرس يستطيع أن يفكّر حتى بالتحدث علناً، ويطالب اسرائيل بالانسحاب إلى حدودها القانونية، أو أن يتحدّث عن المأساة الفلسطينية، أو يدعو للحوار، ومن يجرؤ فلن يفوز ثانية بمقعده.
إن هناك التزاماً أمريكياً بحق إسرائيل في الوجود، وأنا كمسيحي، لديّ حرص على أمن إسرائيل، يضاف لذلك النفوذ القوي لجماعات الضغط، التي تعمل في مجالها منذ عقود طويلة، وعلى حشد الدعم، في الحكومة والكونغرس والإعلام، لكل سياسات إسرائيل.
* * *
ومن جانب آخر، يقول عضو الكونغرس بيرني ساندرز إن نتانياهو يشكل خطراً على إسرائيل وعلى السلام، ويشكل خطراً عليه، كيهودي، وهو يرفض كل قراراته في ما يتعلق بالحرب في غزة.
ويقول العقيد م. دوغلاس ماك كيغور: دمرت حرب غزة حياة الملايين، وقتل الكثيرون، عرباً ويهوداً، وهذه ليست أرقاماً، بل إن أسراً تحطمت حياتها إلى الأبد، ولكن هناك سياسيين في واشنطن يفكرون الآن في شن حرب على إيران، فإذا كانت التكلفة البشرية في غزة، وضمن صراع محلي، بهذه التكلفة العالية، فماذا ستكون تكلفتها مع إيران؟
وقال إن من يدفع تكاليف حروب أمريكا، وسياساتها في الشرق الأوسط، هو المواطن العادي، وهو فوق ذلك وقود تلك الحروب العبثية. وعلى أمريكا التوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. فعليها ديون بلغت 35 تريليون دولار، ومن الصعب على أمريكا دخول حرب رئيسية، وهي بهذا الضعف المالي والعسكري، خاصة أنها تدفع 2.5 مليار دولار يومياً فوائد على ديونها للدول الأخرى.
وفي حديث يعود لعام 1980 لنتانياهو، يقول فيه، بكل صفاقة: «لدينا السيطرة على كامل أعضاء الكونغرس. ونمتلك اللوبي الصهيوني، ولدينا نفوذ على الرأي العام في أمريكا، وليس بإمكان حكومتها وقفنا عن فعل ما نريد».
وسبق أن صرح الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما بأنه ما كان ليصبح رئيساً لأمريكا لو أنه كان صادقاً مع فطرته أو غريزته الأساسية.
* * *
من كل ذلك نجد أن آلة الحرب الأمريكية، وقرارها الحالي شبه مجيّرين أو مرهونين لمصلحة إسرائيل، وهدف إسرائيل استغلال هذه الفرصة، التي ربما تكون الأخيرة، والتي لن تتكرر مستقبلاً، وتقضي على أية مقاومة فلسطينية مقبلة، ربما إلى الأبد. وهذا ما يرغب بعض الخونة بيننا في رؤيته، حيث رد على تساؤل سفير سابق بأن القنابل لا تسقط على القاهرة وعمّان، لأن لها اتفاقيات سلام مع إسرائيل!
* * *
نتقدّم إلى أسرة آل الصباح الكرام بخالص العزاء والمواساة، وليعظّم الله أجرهم برحيل العميد سمو الشيخ سالم العلي الصباح.
أحمد الصراف