عمر الصابونة وحجمها

بسبب الحساسية التي تصيبني بمجرد استخدام الصابون السائل، فإنني أفضل دائما استخدام قطع الصابون الصلبة، فهي أقل ضررا، بالنسبة لي طبعا. كما أقوم منذ سنوات طويلة باستخدام منتج وطني من شركة «صندوق الصابون»، وهي شركة متخصصة بمواد التنظيف والعناية بالبشرة.
طالما تساءلت، بيني وبين نفسي، عما إذا كانت فعالية قطعة الصابون تقل بعد أن يصغر حجمها، أو مع تقادمها وتركها من دون استخدام لفترة طويلة؟ بالبحث، تبين لي أنه لا تغّير جذريا يطرأ على الصابونة، بصرف النظر عن حجمها أو تقادمها، لكن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في فعاليتها.

فالمواد المحفزة فيها التي تقوم بتنظيف اليد، المضادة للبكتيريا الموجودة على الجلد، تبقى فيها في ظل الظروف العادية. لذلك، حتى مع صغر حجم قطعة الصابون مع الاستخدام، تظل فعاليتها في إزالة الأوساخ والزيوت والميكروبات كما هي إلى حد كبير. وتتوزع المكونات النشطة في الصابونة بشكل موحد في جميع أنحائها، لذلك تستمر حتى القطع الأصغر منها بالاحتفاظ بنفس عوامل التنظيف في القطعة الكبيرة منها.

لكن قد يؤثر فيها الجفاف والتشقق، فمع تقدم قطعة الصابون في العمر أو تعرضها للهواء، يمكن أن تجف وتصبح صلبة أو هشة، لكن هذا لا يؤثر بالضرورة في خصائص التنظيف الخاصة فيها، لكن قد تصبح أقل ملاءمة للاستخدام. فقد لا ترغو قطعة الصابون الجافة جدًا بسهولة أو قد تشعر بأنها خشنة على الجلد. إضافة إلى ذلك، إذا تشققت القطعة، فقد تنكسر لقطع صغيرة، مما يجعل استخدامها بكفاءة أكثر صعوبة.

كما قد تصبح قطع الصابون المخزنة في بيئات رطبة أو مبللة طرية أو تذوب بشكل أسرع، في حين أن الصابونة نفسها تبقى فعالة كيميائياً، وقد يتأثر ملمسها وقابليتها للاستخدام. أما إذا تُرك الصابون في الماء أو في ظروف رطبة، فقد يصبح لزجًا أو يذوب بشكل غير متساوٍ، مما قد يجعله يبدو أقل فعالية.

مع مرور الوقت، قد تتحلل أو تتبخر بعض المكونات في الصابون، مثل الزيوت العطرية أو العطور والأعشاب المضافة لها، لكن هذا لا يؤثر بالطبع في قدرات التنظيف الخاصة بالصابون، إلا أنه يمكن أن يغير التجربة الحسية، مما يؤدي إلى إدراك أن الصابون «قديمة» أو أصبحت أقل فعالية. وإذا كانت الرائحة جانبًا مهمًا في تفضيلنا لنوع معين من الصابون، فقد يكون فقدانها، خاصة في القطع القديمة، أمراً ملحوظاً، لكنها تبقى ذات فعالية.

ومع صغر حجم قطعة الصابون، قد يكون من الصعب التعامل معها وتصبح أكثر عرضة للانزلاق من بين اليدين، يمكن أن يقلل هذا من سهولة الاستخدام ويؤدي إلى الهدر، خاصة إذا انكسرت القطع أثناء الاستخدام. قد تذوب القطع الأصغر أيضًا بشكل أسرع، مما يؤدي إلى إدراك أن الصابون لا يدوم طويلاً.

الخلاصة، علينا الاستمرار في استخدام الصابونة، بصرف النظر عن صغر حجمها أو قدمها، إذا كنا لا نكترث بخشونتها أو تشققها أو فقدها لرائحتها.


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top