غطاء صفية.. وأغطية زجاجات المياه

يقال إن السياسي المصري، سعد زغلول، كان على فراش الموت، فنظر إلى زوجته، وقال لها: «شدّي اللحاف يا صفية»، أو غطيني يا صفية.. مفيش فايدة، وكان يقصد الوضع السياسي في مصر، الذي وصل إلى حافة الانهيار بسبب ألاعيب السياسيين والأحزاب، وعجزه عن التوصل إلى اتفاق معهم. وأصبح المثل يقال عندما تصل الأمور إلى طريق مسدود، ويغيب الحل والمخرج، فنقول: «غطيني يا صفية.. مفيش فايدة»!
* * *
يقال إنه بالإمكان معرفة نوعية مياه القنينات البلاستيكية أو الزجاجية من ألوان أغطيتها. فالأغطية الزرقاء تعني أن محتوياتها من «مياه الينابيع»، والأغطية السوداء تدل على أن مياهها قلوية، والأغطية الخضراء تشير إلى المياه المنكهة، أو الفوارة، والأغطية البيضاء تعني المياه المعالجة، وغير معروف معنى «المعالجة»!

أصبحت قنينات المياه جزءاً من حياة الكثيرين، لأهمية شرب الماء باستمرار لإبقاء رطوبة الجسم عالية، خاصة في المناطق الحارة. وبصرف النظر عن مدى الشعور بالعطش، فإنّه مع تقدمنا في السن تزداد حاجتنا للمياه، وتقل معها إشارات الدماغ بالشعور بالعطش، وغالباً لا نكتشف جفاف أجسامنا، ونحن منهكون تماماً.

لذا يرى البعض أو يعتقد أنه من المهم معرفة نوعية المياه، التي نشربها بكل تلك الكميات الكبيرة، من مصادر مختلفة، والحقيقة أن ما يشاع عن الألوان مجرّد وهم، فأغلبية شركات تعبئة المياه الكبرى لا تكترث بالتصنيف أعلاه، الذي لا يعرف أصلاً مصدره، فلا أساس للقول: إن غطاء اللون الأسود هو للمياه القلوية، والأزرق للمياه العذبة، والأبيض للمياه المعالجة، والأخضر للمياه العذبة.. إلخ.

ففي الولايات المتحدة، ترعى هيئتان تنظيم المياه المعبأة: إدارة الغذاء والدواء، ووكالة حماية البيئة. ومع ذلك لا تتوافر لدى أي منهما أية قواعد أو لوائح بشأن معنى الأغطية المشفرة بالألوان.

كما تستخدم بعض العلامات التجارية أغطية تتوافق مع «القواعد» المزعومة، مثل الأغطية السوداء على essentia alkaline water. لكن العديد من العلامات التجارية لا تكترث بقواعد نظام الترميز المزعوم. فمياه fiji تستخدم غطاءً أزرق حصريًا، ومصدرها نبع، لكن نرى، في الوقت نفسه، أن مياه crystal geyser مصدرها نبع، لكنها تستخدم أغطية بيضاء. علاوة على ذلك، فإن نظام الأغطية المزعوم لا يأخذ في الاعتبار الأغطية، التي شاع أخيراً استعمالها في الدول الأوروبية، والتي بها خاصية الطي، بحيث تبقى معلقة بطرف من فتحتها، بحيث يصعب فصلها عنها ورميها. وهذه تأتي بألوان مختلفة عن الأغطية القياسية، ونتمنى لو يعمم استعمالها في الكويت للمساعدة في التقليل من التلوث البلاستيكي.

كما أن لبعض شركات تعبئة المياه أنظمة ترميز ألوان خاصاً بها، لملاحظة الاختلافات في منتجاتها الخاصة. فشركة سان بينيديتو، وهي شركة مياه إيطالية، تستعمل غطاء أزرق لمياهها الفوارة، وغطاء أحمر لمياهها العادية، وهكذا مع شركات أخرى.

وللمحافظة على بيئة نظيفة، فإنه من الأفضل عدم شراء قنينات المياه، بل شراء قارورة مياه معدنية، وحملها معك في السيارة والمكتب، وتعبئتها من أي مصدر نظيف، بدلاً من استهلاك مياه القنينات البلاستيكية، وتلويث البيئة.

ويمكن تعبئة القارورة من المياه المفلترة أو المصفاة في البيت أو من أي مصدر نظيف، في الخارج، وفي الغالب لن تكون أقل جودة من مياه القنينات البلاستيكية، التي تتم تعبئتها أصلاً من الحنفيات.. وغطيني يا صفية!



أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top