متى يستقيل د. هلال؟
نشر أحد ناخبي النائب دليهي الهاجري إعلان شكر وتأييد «للمواقف المشرفة» للنائب. وتضمن الإعلان، الذي غطى نصف صفحة، أبياتا قد يصعب على البعض معرفة معاني كلماتها، ولكن يقصد بها شكر النائب:
«أبزهم الحلحيل لا صار ما صار
النادر اللي للثقيلات شيال
أبو سعد سعد القبيلة وستار
الطيب نيشانه وتحكى به أجيال
والشكر لله ثم لشبله البار
محمد اللي ترجم القول أفعال»
وهذه الأبيات لم تصغ، وتكلفة الإعلان لم تدفع، لو لم ينجح النائب الدليهي في «صراعه اللفظي» مع وزير الصحة، الدكتور هلال الساير، والبر بقسمه في إرسال ناخبته المريضة لتلقي العلاج في الخارج على حساب الدولة، والدولة هو وهو الدولة!
ولو كنت مكان الدكتور هلال، وهذا ما توقعه الكثير من محبيه منه، لما ترددت في الاستقالة من الوزارة، بعد رفض النائب الدليهي الاعتذار علنا عن الإهانة التي بدرت منه لشخص ومكانة بروفيسور طبيب ووزير يحترم نفسه ويعتز بخبرته ومكانته العلمية، وفوق ذلك رفض رئيس الوزراء الواضح الوقوف معه وتأييد موقفه من رفض معاملة النائب دليهي، والزيادة على ذلك بتعهده، أي رئيس الوزراء، إرسال المريضة للخارج لتلقي العلاج على حسابه الخاص! وهذا يذكرني بالنكتة التي تتعلق بالأب الذي وعد ابنه بسيارة جديدة إن هو اجتاز بنجاح امتحانات الثانوية، وعندما فشل الابن في ذلك وسقط في الاختبار أصابه حزن شديد لدرجة «كسرت خاطر» أمه فقررت شراء سيارة له(!!)،
عزيزي الصديق الدكتور هلال. أعلم أنك ترددت أصلا في قبول المنصب الوزاري. وأعلم أيضا أنك أصلحت في الوزارة وأنجزت ما لم يقم أي وزير صحة سابق بإنجازه. كما أعلم بمدى رضا جميع المخلصين عما قمت بإصلاحه في الوزارة، ولكن لوطنك عليك حق لا يقل عن حقك على نفسك.
فحق وطنك عليك ألاّ تدع ما حصل يمر مرور الكرام ويصبح سابقة. فإن قبلت أنت، بكل ما تمثله من عزة نفس ورفعة مقام وخبرة، في أن يحدث ما حدث فما الذي تركته لغيرك؟
كما أنك تستحق أكثر من ذلك، فلست بحاجة لمال ولا لجاه حتى تبقى تواجه طلبات هذا النائب المخالفة أو مطالب ذلك المتنفذ المتحيزة، والتي تتعارض مع قناعاتك، التي أعرف كم هي صلبة.
أنت أعلم وأدرى مني بحساسية وضعك، وبما تتعرض له من ضغوط، وما يمليه عليك ضميرك، ولكننا نطالبك بالانسحاب، وبالاستقالة، من منطلق محبتنا غير المحددة واحترامنا غير المشروط لشخصك الكريم.
ودمت صديقا.