صديقي.. صديقتي وصحتي العقلية
قال صديقي عالم النفس انه انتهى قبل أيام قليلة من إعطاء دروس خاصة في العلاقة بين العقل والجسد، وكذلك العلاقة بين الضغوط النفسية والإصابة بالأمراض. وقال انه اكتشف أثناء فترة التدريس، ومن خلال مناقشات مستفيضة مع طلبته البالغين، ان أفضل ما بإمكان الرجل القيام به في حياته، وخلافاً لما هو متداول بشكل ساخر، ومن بين أشياء عديدة أخرى، هو الاقتران بزوجة! ولكن الأمر مع المرأة مختلف بعض الشيء. فمن أفضل الأشياء لسلامة الصحة العقلية للمرأة هو محافظتها على علاقاتها الطيبة مع صديقاتها، أو حتى الإناث من أقاربها. وقد يسخر البعض من هذا القول، ولكن لنفكر قليلاً بالأمر، فالنساء يتواصلن مع بعضهن بطريقة مختلفة عن أسلوب تواصل الرجال مع بعضهم، فلدى النساء قدرة أو آلية دعم عاطفية خاصة بهن تكون ذات تأثير إيجابي كبير في حالات تعرضهن للضغوط النفسية أو المرور بتجارب مؤلمة في الحياة. فالنساء يتشاركن في عواطفهن مع بعضهن ويتحدثن عن آلامهن من دون تردد أو استحياء، والأمر يشمل القريبات من أم وأخت كما هو مع الصديقات. لكن عندما يتلاقى الرجال فإن أحاديثهم عادة ما تدور حول الأنشطة المالية والوظائف الجديدة والجنس والرياضة والسيارات والصيد وغيرها، ولكن نادراً ما يتحدثون لبعضهم عن مشاعرهم وآلامهم وأحاسيسهم، وهذا بالضبط ما تقوم النساء به طوال الوقت، فالمشاركة الروحية بينهن مهمة جداً لصحتهن العقلية.
كما ان من المهم لنا جميعاً ان نجلس، بين الفترة والأخرى، مع صديق ونتحدث معه، أو معها، فقد ثبتت علمياً أهمية هذه اللقاءات لصحتنا العقلية كأهمية ممارسة رياضة المشي أو السباحة لصحتنا البدنية، وبالتالي يجب عدم النظر الى لقاءات الصداقة بسلبية وبأنها مضيعة للوقت، فالعكس هو الصحيح، فخطر الابتعاد عن الناس وعدم وجود صديق، أو أصدقاء في حياتنا أو فشلنا في خلقهم أو إيجادهم من حولنا يساوي خطر التدخين على صحتنا.
وعليه، عندما تجلسين مع صديقة وتستمتعين بوقتك، قومي بالطبطبة على ظهرك مخاطبة نفسك بالقول: آه، كم أنا محظوظة!! والأمر ذاته ينطبق على الرجال، إلا أنهم عادة ما يطلبون من غيرهم أن يطبطبوا لهم على ظهورهم!
* * *
ملاحظة: عندما أطلق سراح امرأتين بعد فترة سجن طويلة، قالت الأولى للثانية عند باب الخروج: سنكمل حديثنا غداً!!