الإجرام في حق الأنوثة المسلمة

باستعراض التاريخ البشري في الألفي سنة الماضية، يمكن ملاحظة ان جميع المجتمعات البشرية تقريباً اضطهدت المرأة ومارست مختلف صنوف الظلم والتعسف ضدها، تارة باسم العادات والتقاليد و«تارات» باسم الدين. وقد تخلت كل المجاميع البشرية عن «ذكوريتها» وسعت جاهدة، خاصة في السنوات المائة الأخيرة، لمساواتها مع الرجل، وحدها المجموعة الإسلامية المباركة، باستثناء تونس وتركيا، وإلى حد ما لبنان، لم تكتف بالاستمرار في ممارسة شتى صنوف الاضطهاد والتعسف ضدها، بل وأصبح الظلم أكبر وأشد وطأة على الأنثى بشكل عام. فوضعها مثلاً في أفغانستان وإيران وباكستان (الهند سابقاً) ومصر، وحتى الجزيرة العربية، كان أفضل بكثير قبل نصف قرن منه الآن (!).
والمحزن ان العديد من الدول النفطية الإسلامية ترسل آلاف الدعاة وتطبع ملايين المنشورات وتصرف مليارات الدولارات لنصرة الدين وإعلاء شأنه، ثم تأتي حادثة واحدة ضد طفلة بريئة ترتكب باسم الدين، لكي تنسف جهود سنوات، المأساة ان لا أحد من المعنيين «شرعاً»، وفي أي مذهب، على استعداد للتصدي لهذه الظاهرة المؤسفة والمطالبة بوضع حد لها!
ففي إحدى محافظات اليمن «السعيد» أدخلت طفلة لا يتجاوز عمرها 11 عاماً، أي دون سن المراهقة، المستشفى بسبب تعرضها لتمزق خطير في جهازها التناسلي نتيجة اعتداء زوجها عليها. كما لقيت فتاة أخرى في الثالثة عشرة من العمر حتفها اثر اعتداء زوجها جنسياً عليها. وقد تطرق كثير من وسائل الإعلام الغربية إلى هاتين الحادثتين المؤسفتين بإسهاب كبير، وورد في إحداها ان الضحية الأولى قبل والدها «الفاضل» تزويجها قبل عام شريطة عدم دخول زوجها بها قبل بلوغها (يا لجمال التعبير)، غير ان الزوج لم يستطع الانتظار، كما هو متوقع، فتسبب عنفه الجنسي وجهله في وفاة الفتاة. والمرعب ان زيجات كثيرة مثل هذه تتم في مناطق إسلامية عدة مثل باكستان وموريتانيا وأفغانستان والدول الخليجية ومناطق طالبان وإيران، ولكن بسبب سوء أوضاع اليمن سياسياً واقتصادياً، فإن وسائل الإعلام الغربية ركزت عليها أكثر من غيرها في الفترة الأخيرة.
وتقول أمل باشا، رئيسة مؤتمر النساء العربيات، ان %50 من نساء اليمن يتزوجن قبل سن 18، وبعضهم يتم تزويجهن في سن الثامنة. وورد في وكالة أنباء الاسوشيتد برس ان زوج الفتاة اليمنية التي لقيت حتفها نتيجة قيامه (البالغ من العمر 23 عاماً) باغتصابها، موقوف على ذمة التحقيق! ولا أعتقد شخصياً انه سيتعرض للأذى، فالشرع اليماني يحميه، فهو لم يتصرف بغير حلاله!
* * *
• ملاحظة: يقيم الفلكي عادل السعدون اليوم معرضاً لمجموعته من الخرائط التاريخية، وأقدمها خريطة نادرة رسمها «بطليموس» سنة 100م وأعيدت طباعتها سنة 1482م. وللمعرض أهميته من ناحية تثبيت حقوق الكويت نحو جيرانها، وحسم الجدل حول بعض التسميات المتنازع عليها.
يقام المعرض في صالة أحمد العدواني، ضاحية عبدالله السالم، مركز الضاحية، ويستمر لأسبوع من 9 صباحاً وحتى 1 ظهراً ومن 5 إلى 7 مساء.

الارشيف

Back to Top