متى نموت؟

من الممكن تقدير - وإن لم يكن التنبؤ بدقة – العمر الذي ستنتهي فيه حياة أي شخص، باستخدام نفس المعايير التي تستخدمها شركات التأمين على الحياة، التي تعتمد على العلوم الاكتوارية، التي تستخدم فيها مجموعات بيانات ضخمة ونماذج إحصائية لحساب متوسط العمر المتوقع بناءً على مجموعة من العوامل الشخصية والديموغرافية، وتشمل العمر والجنس والحالة الصحية وتاريخ العائلة الطبي، ونمط الحياة (أو العادات) مثل التدخين وتعاطي الكحول، وممارسة الرياضة، والهوايات أو السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، إضافة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية، بحيث يتم تحليل كل هذه العوامل باستخدام جداول الوفيات، وهي دقيقة للغاية في التنبؤ بمتوسط العمر المتوقع لدى مجموعات سكانية كبيرة، ولكنها لا توفر سوى تقدير إحصائي للأفراد. فعلى سبيل المثال، قد يختلف متوسط العمر المتوقع لشخصين من نفس العمر والجنس إذا كان أحدهما مدخنًا والآخر لا يدخن، أو إذا كان أحدهما يعاني من مرض مزمن.
على الرغم من فائدة هذه التنبؤات في تحديد أقساط التأمين والتخطيط للتقاعد، إلا أنها لا تأخذ في الاعتبار الأحداث العشوائية أو جميع التغيرات الصحية المحتملة. ويُعدّ متوسط العمر المتوقع المحسوب متوسطًا أو احتمالًا، وليس ضمانًا أو تنبؤًا دقيقًا بعمر الفرد. فهناك عوامل أكثر تأثيرًا من غيرها على متوسط العمر المتوقع، وفقًا لشركات التأمين، فالأفراد الأصغر سنًا يعيشون لفترة أطول، لذا يُعدّ العمر عاملًا أساسيًا في تقدير متوسط العمر المتوقع وتحديد أقساط التأمين.

الجنس: تتمتع النساء عمومًا بمتوسط عمر أطول من الرجال، لذا يحصلن عادةً على أسعار تأمين أقل. وتُعد الحالة الصحية الحالية، بما في ذلك الحالات الطبية، ومؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم، ومستوى الكوليسترول، ونتائج الفحوصات الطبية، أمرًا بالغ الأهمية في تقييم المخاطر. كما للتاريخ الطبي للعائلة، الأب والجد، مع الأمراض الوراثية، مثل السرطان، والقلب والسكري، أهمية كبيرة، ووجودها يؤثر في تقديرات متوسط العمر المتوقع.

كما لخيارات نمط الحياة، من تدخين، وتعاطي الكحول والمخدرات والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والمشاركة في أنشطة محفوفة بالمخاطر، دورها في المؤثر في تحديد متوسط العمر المتوقع وأقساط التأمين.

المهنة والهوايات: الوظائف الخطرة (مثل التعدين، والبناء، والطيران) أو الهوايات العالية الخطورة (مثل الغوص، وسباقات الخيل) تزيد من خطر الوفاة وتؤثر في حسابات متوسط العمر المتوقع.

الوضع الاجتماعي والاقتصادي: يرتبط انخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي بانخفاض متوسط العمر المتوقع بسبب عوامل مثل محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية وزيادة التعرض للمخاطر الصحية.

تستخدم شركات التأمين هذه العوامل، التي غالبًا ما يتم تقييمها من خلال الاستبيانات والفحوصات الطبية والنماذج الإحصائية، لتقدير متوسط العمر المتوقع للفرد وتحديد قسط التأمين. وسبق أن قمت، قبل نصف قرن، بعملية حسابية، بناء على جداول محددة، تعطي كل عامل عددا من النقاط، ومن المجموع يمكن التوصل للعمر التقريبي، وكانت نتيجة تلك التجربة أنني سأعيش حتى أبلغ 96 عمرا. أعدت إجراء تلك التجربة مؤخرا وتوصلت لنفس النتيجة، تقريبا. والسبب أن صحتي، وعاداتي وأسلوب حياتي لم يتغير منها شيء، بطريقة جذرية، منذ ذلك التاريخ!


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top