الوحدة الدينية النفعية
ابتسمتُ وأنا أقرأ بداية تصريح رجل الدين راضي حبيب في «الوطن» الاسبوع الماضي، الذي استنكر فيه قيام النائب رولا دشتي برفع دعوى قضائية ضد زميلها سعدون حماد العتيبي! واتسعت ابتسامتي اكثر ومعها نظراتي وانا اقرأ كلامه بان النائب رولا كانت تحض ناخباتها في ندواتها الانتخابية لمجلس الامة، على المشاركة السياسية والتعبير عن آرائهن بحرية تطبيقا لمواد الدستور، ولكنها عادت الآن وناقضت نفسها برفع دعوى على النائب سعدون حماد الذي اختلف معها في الرأي(!!).
وعند قراءة الفقرة الاخيرة من التصريح لم أتمالك نفسي من القهقهة بصوت عال عندما وصلت الى الفقرة التي «أكد» فيها الشيخ راضي ان النائب سعدون حماد «معروف بحرصه الشديد وتفانيه في حفظ الاموال العامة»! وانه لا يلام على كشف الحقائق عن الوضع السيئ الذي تمر به الدولة، وما تمثله جهوده من تحقيق لمطالب «الشعب» والدستور والمحافظة على ممتلكات الدولة وحمايتها من العبث!
لا ادري، كيف وصف الشيخ راضي اتهام النائب سعدون حماد لزميلته رولا دشتي باقتراض، او لهف 50 مليون دينار من البنك الصناعي، بانه مجرد اختلاف في الرأي ووجهات النظر، ولا ادري على ماذا اعتمد؟ وهل سيعتبر مثلا اعتدائي اللفظي عليه، او القول مثلا بانه مدفوع من سعدون حماد لقول هذا الكلام بحق زميلة ايضا مجرد اختلاف في الرأي، ام انه سيفكر في الاعتراض قضائيا؟
نعترف هنا بان من الصعب -تحت الظروف الحالية- السير خطوة واحدة في طريق علمنة الدولة، او ان تكون لنا القدرة على قطع الحبل السري الذي يربط «المؤسسات الدينية» باطراف متنفذة في الحكومة، كما اننا نفتقد القدرة على التخفيف من نفوذ رجال الدين، والسياسيين والمتشددين منهم بالذات، في تسيير امور الدولة بغير الكتابة، وبالتالي فكل احلامنا وامانينا صعبة التحقق والمنال، في الوقت الحاضر على الاقل، ولكن ألا يحق لنا وألا تستحق هذه الامة رجال دين من نوعية افضل واحسن؟ وهل «كتب علينا» ان نعاني من مثل هذه العقليات الى الابد؟ وبعدين «كجا مرحبا» الشيخ راضي حبيب بمسألة الدفاع عن سعدون حماد.. بالذات؟ هل في الامر وحدة نفعية بعد ان سقطت الوحدة الوطنية بالضربة القاضية؟