وفاء هلال.. وحُلم يوسف!
كتب الطبيب الإنسان هلال الساير، وزير الصحة، مقالا في «القبس» نعى فيه الدكتور الهندي جاكوب أومن، الذي خدم في الكويت لسنوات طويلة. ولم يتردد الدكتور الساير في مقاله من الاعتراف بأنه كان أحد تلاميذ د. أومن، وكيف أنه وجيلا كاملا من أطباء الجراحة تدربوا عنده وتعلموا على يديه الكثير. كما بيّن في مقاله مدى تفاني د. أومن وإخلاصه، وكيف كرمته الحكومة قبل الغزو الصدامي القبيح، وأرسلته لتلقي العلاج لقلبه في الخارج. كما قام د. هلال الساير بنشر نعي في عدد من الصحف تضمن إشادة بمناقب الدكتور أومن وفضله على الكثيرين من أطباء ومواطنين ومقيمين! ومن المحزن القول، وربما الجزم، أن -المرحوم- جاكوب أومن لم يكن ليتلقى هذه اللفتة وتلك الإشادة لو كان وزير الصحة شخصاً آخر، خاصة من جماعة الغم والهم وناكري جميل الغير وإحسانهم، خاصة أن الجميل صادر من غير الجماعة ومن خارج الحظيرة!
فشكراً يا دكتور هلال لكلمتك ونعيك، فقد كان الدكتور أومن خير صديق للكويت وأهلها، فقد خدمها بأفضل ما يمكن وقضى فيها زهرة شبابه، وعرفناه عن كثب، وكان سيعود ليعمل ويموت بها، لولا أحداث الغزو التي منعته وقتها من العودة للكويت.
وفي السياق نفسه تقريبا، ورد في «القبس» 23/11، من مصادر في جامعة الكويت أن قانون منع الاختلاط الجامعي سيكلف الدولة 300 مليون دينار، أي ما يزيد على مليار دولار، بسبب الاضطرار الى إنشاء مبان منفصلة للذكور وأخرى للإناث، في كليات المدينة الطبية في جامعة صباح السالم في الشدادية! وما يجعل الأمور أكثر تعقيدا أن أعداد الطالبات أكثر من الطلاب بكثير، كما ان الفصل سيتسبب في تأخير الإنجاز وافتتاح الجامعة لسنتين أخريين، وكل ذلك لأن فكرا متخلفا شاء أن تكون حالنا تعليميا غير حال بقية دول العالم الإسلامي، ويا صديقي يوسف الجاسم يبدو أن حلمك قد تأخر تحقيقه أكثر وأكثر!