طائرة الخليج الفارسي المقاتلة (2)
تطرقت في مقال سابق (26/5) الى موضوع «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، التي ورد ذكرها في تحقيق نشرته «القبس» قبلها بايام عن بعض الوثائق والمستندات التي كانت في حوزة المرحوم سليمان اللهيب، والتي قدمها ابنه السيد محمد اللهيب لـ«القبس»، ومنها ايصال تبرع لمشروع او صندوق «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة» ويحمل تاريخ عام 1941.
وطلبت في المقال مساعدة القراء في البحث عن حقيقة هذا المشروع. وقد وردتني رسالة من الاخ محمد يعلمني فيها ان تبرع والده ربما كان لمشروع بناء طائرة للحلفاء في الحرب العالمية الثانية. اما عائشة حفيدة المرحوم اللهيب، فقد لفتت نظري لكتاب على النت يتعلق بمشروع بريطاني مهم جرى خلال الحرب العالمية الثانية، وتعلق بتطوير طائرة حربية من نوع spitfire يهدف الى القضاء على التفوق الجوي الالماني في بداية الحرب، وان المشروع نجح بشكل كبير وحقق لبريطانيا هدفها. وورد في الكتاب ان 6 من تلك الطائرات سميت باسماء دول المنطقة! ولكن المؤلف لم يتطرق لأي اسماء.
اما الباحث ظافر العجمي، فقد رد علينا بطريقة غير مباشرة من خلال مقال نشر على «الآن» الالكترونية، وارسل مسؤولها نسخة منه لنا، وورد فيه على لسان السيد العجمي ان اقرب ما يعرفه عن «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، وسبق ان ورد ذكره في اطروحته لنيل الدكتوراه في موضوع «امن الخليج العربي»، يعود الى حقيقة ان الايطاليين كانوا اول من ادخل الطائرات في الحرب، وبالرغم من نجاحهم في الوصول لمياه الخليج،فان البريطانيين قللوا من خطرهم، وقد اخطأوا في ذلك، ففي صيف 1940 اراد الايطاليون اثبات دعواهم في السيادة الجوية، فقاموا باختيار هدف مهم وبعيد لكسب سمعة عالية، وهكذا قامت 4 طائرات في 8/12/1940 بقطع 4000 ميل لتنقض على مصفاة البحرين وتدكها، وقد ضيعت احداها طريقها واغارت على منشآت النفط الاميركية في الظهران. وادى الحادث الى دخول الولايات المتحدة عسكريا، ولاول مرة، في السعودية (!!) وقد اعتقد البعض في حينه ان الهجوم كان المانيا. وعليه، وحسب رواية ظافر العجمي جاءت حملة التبرعات في المنطقة لمشروع الطائرة الحربية.
اما القارئ الشاب والنشط احمد عاطف السالم، فقد ارسل لنا نص كتاب «الممر الفارسي» او persian corridor لمؤلفه t.h.val motter الصادر عام 1951، والذي سرد فيه مؤلفه قصة قيام الولايات المتحدة، عن طريق بريطانيا ومستعمراتها في الخليج الفارسي، في حينه، بتقديم المساعدة لروسيا في حربها مع جيوش «هتلر» بموجب نظام «الاعارة والتأجير» الشهير، وكيف تمكن البلدان من شحن آلاف الطائرات لروسيا، والتي تم تجميع بعض منها في منطقة او مطار الشعيبة الحربي قرب البصرة. ويقول احمد السالم ان روايته اقرب للصحة من رواية الباحث العجمي. وورد في الكتاب ان من اصل 14834 طائرة خصصت للتسليم لروسيا، وبعضها سلم لطياريها عن طريق آلاسكا، والبعض الآخر منها شحن بحرا لميناءي «ارش اينجل»، والجزء الثالث تم ايصاله اليها عن طريق الممر الفارسي، لكن اميركا وبريطانيا لم تتمكنا من تسليم الا 4874 طائرة فقط، وحتى هذه لم تستطع روسيا الاستفادة منها بطريقة فعالة بسبب ما واجهته من مشاكل فنية تتعلق بتجميع قطعها وقيادتها واختبارها.
ووردت في الكتاب تفاصيل كثيرة لا مجال لسردها.. ويبقى اللغز!