سوزان بويل وشاهين جعفر
نشرت «القبس» في عدد 23/4 خبرا عن سوزان بويل القروية الاسكتلندية التي أسرت قلوب الملايين بصوتها العذب، خلال مشاركتها في برنامج british got talent، وتجاوز عدد مشاهديها من خلال «اليوتيوب» حتى امس، الجمعة، أكثر من 45 مليون مشاهد، وهو الأعلى في تاريخ هذا الموقع، وغيره من المواقع بالطبع!!!
يقول روبرت كانفيلر، أستاذ علم الإنسان في جامعة واشنطن الاميركية، إن سوزان بويل أبرزت معنى الفضيلة والإنسانية لدى البشر، وأعادت صوغ معايير الجمال والنجاح في آن واحد!!
سوزان بويل، لمن لم يقرأ عنها، امرأة في السابعة والأربعين، ذات ملامح ريفية بسيطة، ووزن فوق المعدل بكثير، ولا تتمتع بأي مسحة جمال وذات شعر منفوش لم يعرف المشط طريقه له، ومع هذا تجرأت ووقفت أمام أكثر لجان اختيار الهواة من المطربين الشباب شراسة، لتثبت لهم ان الجمال والعمر ليسا بمقياس أمام الفن العظيم والموهبة الصادقة، ولتفوز فوزا عظيما!
وفي السياق نفسه قام هذا البرنامج الجماهيري باستضافة الطفل البريطاني shaheen jafargholi الذي يعيش في سوانزي بوليز، حيث أبهر الحضور ولجنة التحكيم بصوته العذب القوي الذي دفع كامل أعضاء اللجنة، بمن فيهم سايمون اللعين والجمهور، وربما لأول مرة في تاريخ البرنامج، للوقوف تحية واحتراما لشاهين الذي نال تصفيقا لم ينله أحد في تلك القاعة الكبيرة!!
شاهين جافركولي، كما تشي ملامحه الشرقية الواضحة ولكنته المميزة، ربما يكون من أصول إيرانية أو تركية، وربما يكون اسم والده جعفر غولي، ولكنه لم يتطرق له، بل قال إنه يعيش مع والدته و«قطته»، وان والدته هي التي ربته منفردة وجعلت منه ما هو عليه!
ولكن اللجنة المحكمة لم تلتفت لكل تلك التفاهات والصغائر عن الأصل والفصل والدين والملامح واللكنة، التي عادة ما تملأ رؤوس الكثيرين منا، فما رأته وركزت عليه هو أداء ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما وموهبته الكبيرة، ولا شيء غير ذلك!
يمكن مشاهدة شاهين على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=yvu4ikzmnio
آه ما أحوجنا الى مثل هذه الإنسانية والتسامح ورؤية الجانب الجميل في البشر، بدلا من كل ذلك الحقد الذي يملأ النفوس والقلوب ويدفعها الى ان تغادر الحياة مفتتة الأجساد جارّة أرواح مئات الأبرياء معها، لا لشيء إلا لاستعجالها في دخول الجنة!