سنسفيل جدود الغرب وأبو قتادة
وافق مجلس اللوردات البريطاني بصورة مفاجئة على قرار الحكومة المتعلق بترحيل عدد من المساندين للارهاب للدول التي سبق وان قدموا منها او حملوا جنسياتها، وسبق ان اصدرت محاكم ادنى درجة قرارات تمنع ترحيل هؤلاء المتهمين بالتعاون مع الارهابيين الى الدول التي سبق ان قدموا منها، كما عارضت جمعيات مدنية عدة قرار الترحيل بحجة مخالفته لحقوق الانسان، وخوفا من تعرض هؤلاء للتعذيب في اوطانهم السابقة، وعلى الرغم من ان القرار عام ولم يحدد اشخاصا محددين فان من المعروف ان «الداعية» ابو قتادة، الفلسطيني المنشأ، الاردني الجنسية، الكثيف اللحية، الضخم الجثة، القصير الرداء، هو المعني بالحكم اكثر من غيره، فقد سبق له ان هرب من وطنه واحتضنته بريطانيا ومنحته حق اللجوء وتزوج من انكليزية، وربما انجب منها، ولكنه ما ان استقوى حتى قرر البصق، والقيام بأفعال اخرى، في الاناء الذي قدم فيه الطعام له، وذلك بالعمل ضد مصالح الدولة التي رعته وربته عندما كان ذليلا وعاجزا وفقيرا، ولكن ما ان اشتد ساعده لم يتورع عن العمل ضد مصالحها و«المشاركة» في وصفها بــ «المرحاض»، الذي لا يصلح لغير قضاء الحاجة! وقد اشتهر «ابو قتادة» بلقب «سفير بن لادن»، بسبب شدة مؤازرته لذلك الارهابي، وقد صرح قبل ايام من صدور قرار ترحيله «المبارك»، الذي اعاد الكرامة لرجل الامن البريطاني، وهي التي مرغها شذاذ الآفاق والمخربون هؤلاء، صرح بأن ترحيله وآخرين جزائريين في مثل وضعه، الى الدول التي سبق وان قدموا منها، سيعرضهم للتعذيب! ولا ادري ما هي مبررات خوفه، فمن لم يفعل ما يسيء لوطنه يجب الا يخاف العقاب، مع حفظ حقوق سمعة المخابرات العربية السيئة! الا ان ادعاءه بأنه خائف جدا من قرار ترحيله بسبب امكانية تعرضه للتعذيب في وطنه، ذكرتني بقصة النسر والحمار الرمزية، وذلك عندما اساءا التصرف المرة تلو الاخرى مع مضيفة الطائرة التي كانت تقلهما وحيوانات اخرى! وهنا لم يجد الكابتن مفرا من اصدار الامر بالقائهما خارج الطائرة، فاحتج الحمار بصوت عال على «القرار» بحجة انه سيتعذب قبل ان يدق عنقه ان رمي خارج الطائرة لانه لا يعرف الطيران، فقال له صاحبه النسر: يا حمار، اذا كنت لا تعرف كيف تطير، فلماذا اذا أسأت التصرف المرة تلو الاخرى مع المضيفة؟
من سخرية القدر ان أمام «ابو قتادة» وصحبه فرصة وقف العمل بقرار الطرد عن طريق اللجوء للمحكمة العليا للاتحاد الاوروبي، وهي اعلى سلطة قضائية في دول الاتحاد، والمثير للشفقة او السخرية ان هؤلاء الشذاذ الذين عاثوا في غالبية الدول الاوروبية فسادا وتخريبا لكفرها وسوء نظمها وقوانينها «الوضعية»، غير السماوية، قد اكتشفوا ان هذه النظم والقوانين هي الوحيدة التي يمكن ان تحميهم من ظلم انظمة دولهم السابقة المؤمنة، وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال هؤلاء والجهلة منا يسبون الغرب ويلعنون سنسفيل جدوده بسبب كفر نظمه وعلمانية قوانينه!