معركة الإنترنت مع التخلف والجهل
يقول «رزكار عقراوي» مؤسس موقع «حوار» الإلكتروني «..إن الإعلام الإلكتروني يقف في طليعة القوى التي تخوض معركة الدفاع عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الحكومات والأنظمة المستبدة والقمعية..»!!
والإنترنت، لمن لا يعرفه، يشبه المحيط بالنسبة للقاطن في الصحراء أو الساكن على قمم الجبال، يسمع به ولكن لا يعرف مقدار اتساعه وعمقه وما به من مكنون الدرر، والثروات الهائلة والمعلومات القيمة التي تأتيك بلمسة إصبع وبعد طرفة عين!
على الرغم مما يمثله الإنترنت من رافد معلوماتي مهم وخطير، فإن الصحافي التقليدي، الذي اعتاد على الكتابة مستعينا بفكره وذاكرته، والانكباب على تحرير الصحيفة يوميا في أوقات محددة والذي طالما استهواه التمتع برائحة أحبار الطباعة، والتلذذ بملمس ورق الصحيفة وشكلها، لا يود عادة، أو يحبّذ الحديث عن الإنترنت أو ما يرد على فضائه الرحب من معلومات، ربما لعجز هذه الجهات، حتى الآن، وربما لضيق الوقت وازدحام المواد، عن الإحاطة بعالم الإنترنت بشكل كاف!! فما كان يبث مثلا على الإنترنت، طوال سنوات، عن هفوات الرئيس السابق جورج دبليو بوش، جعلت منه ضيفا شبه دائم على الكثير من برامج {التوك شو}، الفكاهية بالذات، وهذا جعله، حقا أو باطلا، الرئيس الأقل شعبية في تاريخ اميركا! ولكن غياب الإنترنت عن سابقيه لم يكشف حقيقة شخصياتهم، أو يجعلها في متناول يد وبصر مليار مستخدم للإنترنت في يومنا هذا، وهو رقم مخيف بالمقاييس كافة، علما بأن لا أحد يمتلك طرف حق ملكية هذه الوسيلة الإعلامية والتواصلية السريعة، أو منع ما يبث عليها بشكل كامل ومطلق، وكل ذلك من دون مقابل يذكر!
كما يحتوي الإنترنت على كم هائل من المواضيع الجنسية والسياسية والدينية التي لا تحتمل أي وسيلة إعلام، مرئية أو مقروءة ، تحمّل تبعات نشرها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية أو الأخلاقية، والكثير منها يحتوي على معلومات علمية جنسية بالغة الأهمية، ولكن لا يمكن نشر نصوصها بأي وسيلة غير الإنترنت، لخصوصية الموضوع ولحساسية بعض أجزائه!!
وقد انتشرت على الإنترنت قبل أيام المحادثة الهاتفية التي أجراها الأمير فيصل بن فهد بالتلفزيون السعودي، ومقدم برنامج رياضي معروف وأسمعه وضيوفه كلاما لا يمكن أن ينشر لما تضمنه من هجوم مقذع واتهام بقلة الأدب والجهل وانعدام التربية وأنه {سيربي} مقدم البرنامج وضيوفه لأنهم تعرضوا بالانتقاد لطريقة لعب فريق كرة القدم السعودي في إحدى المباريات أخيرا!!
وفي الإنترنت يوجد الموقع التالي www.q8y2b.com/atlas/world.shtml
والذي يمكن عن طريقه الاطلاع على ما تشاء عن أي دولة في العالم تود زيارتها، وكل ذلك بمجرد الضغط على عدة أزرار. أما موقع www.newseum.org / فإنه يتيح لك فرصة الاطلاع على صحف العالم كافة وبمئات اللغات لحظة صدورها، وأيضا بالضغط على بضعة أزرار!!
وهناك مواقع ثقافية عديدة تتيح لمتصفّحيها الاطلاع على كم هائل من المقالات والتعليقات كموقع العربية. نت، و {إيلاف} وموقع شفاف الشرق الأوسط، المميز والمتعدد اللغات، وموقع www.aafaq.org / وموقع www.ahewar.org / وجميعها مواقع ثرية ويساهم في الكتابة فيها، مجانا، عشرات المبدعين والمستنيرين العرب، وغيرهم، من أنحاء العالم كافة ،وما يقومون بطرحه ومناقشته من قضايا لا يمكن التطرق إليها بحرية في صحافة غالبية دول الشرق السعيد.