كيف نرفس أنفسنا بأرجلنا؟
ورد في الصحف المحلية قبل أيام أن أمين سر اتحاد طلبة الكويت في الاردن الطالب عبدالله العازمي تقدم بطلب الى وزير التربية والتعليم العالي الاردني لاعفاء طلبة الكويت من الراغبين في استكمال دراساتهم العليا في جامعاتها الحكومية والخاصة من شرط الحصول على شهادة التوفل! ولا استبعد هنا وقوف بعض اعضاء البرلمان الكويتي وراء امين السر هذا، بعد ان اصبح شراء الشهادات العليا امراً مقبولا بين اعضاء البرلمان، وبعد تدني مستوى التعليم في الكويت بشكل عام، وتبين من الخبر ان الحكومة الاردنية وافقت على الطلب، وهي ربما تقول في عبها «الله لا يردكم»! وقد شارك الملحق الثقافي في الاردن، السيد حمد الدعيج، الذي يسبق اسمه حرف «الدال» في المفاوضات وبارك طلب الاتحاد، وسعى جاهدا الى تحقيق الطلب لدى وزارة التربية والتعليم العالي الاردنية!
والتوفل t.o.e.f.l لمن لا يعرف هي اختصار لـ test of english as foreign languaga، وهي الطريقة الوحيدة المعترف بها عالميا التي يمكن عن طريقها تقدير مستوى استيعاب او معرفة الطالب، او اي شخص اخر، للغة الانكليزية، وليست هناك اي طريقة اخرى معتمدة او موثوق بها بأفضل منها، وعادة ما يعتبر الحصول على 500 نقطة في التوفل الحد الادنى المقبول، ولكن جامعات كثيرة اخرى تطلب عادة نسبة اعلى بكثير.
خبر الجريدة عن مطالبة الطلاب وموافقة الحكومة الاردنية على الغاء شرط الحصول على التوفل يعني ان هؤلاء الطلبة لا يزالون يحاولون دخول الجامعات، وانهم رسبوا، او سقطوا، المرة تلو الاخرى في الاختبار، مما يعني اضطرارهم للعودة الى الكويت، وبالتالي لم يجدوا امامهم سوى اسلوب الاستجداء والوساطة في سبيل الغاء امتحان التوفل عنهم ليتمكنوا من دخول الجامعات الاردنية آمنين مطمئنين، فكان لهم ما ارادوا، فالظاهر ان الجامعات الاردنية، والخاصة بالذات لا تريد فقد هذا المورد المالي الكبير، وليذهب العلم والتعليم الى الجحيم!!
ان صدور هذا الاستثناء امر مخجل للكويت وللاردن وللتعليم بشكل عام، والمخجل اكثر مشاركة اكاديمي ودبلوماسي بمستوى الملحق الثقافي في تسهيل هذا العبث العلمي الخطير، ونتيجة ذلك ستكون وخيمة على مستوى خريجي الجامعات الاردنية مستقبلا، هذا بخلاف ما سببه الخبر وسيسببه من حساسية بين طلبة الكويت وغيرهم، من الطلبة الفاشلين، الذين لم تسع جهات محسوبة على حكوماتهم، التي احترمت نفسها، ولم تتدخل لاعفاء طلبتها من شرط الحصول على شهادة التوفل الضرورية.
ان مجرد قبول الجامعات الاردنية لطالب، خصوصا في دراسات محددة، بمستوى لغوي متدن، يعني ان هذه الجامعات تفتقد بشكل واضح الاحترام الذي تستحقه المؤسسة الاكاديمية، وبالتالي من المهم والضروري قيام السيدة وزيرة التربية والتعليم العالي بالتدخل ووقف هذا العبث بمستوى طلبتنا العلمي، فإما ان شهادة التوفل مهمة، وبالتالي يجب على كل راغب في الحصول على تعليم عال جاد الحصول عليها، وإما انها غير ذلك وبالتالي يتطلب الامر الغاءها عن الجميع، اما الكيل بميزانين او مكيالين لان نائبا فاشلاً او وسيطا خائبا اشتهى ذلك، فانه امر غير مقبول من اي عاقل محب لوطنه.